الأخبار
مازالت الألغام تخلف الأسى والمآسي في الربوع اليمنية حاصدة أرواح الأبرياء بدم بارد، وهي جرائم توثقها بعض التقارير الحقوقية عاكسة للعالم مقدار جرم أدوات الموت تلك، في اليمن المبتلى بمحنة الألغام.
وقد أفاد تقرير حقوقي أطلقته اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن تحقق اللجنة من مقتل واصابة 136 مواطنا بسبب الالغام الفردية التي تزرعها مليشيات الحوثي في عدد من المحافظات اليمنية خلال الفترة من الأول من يوليو 2019 ولغاية 21 يوليو 2020.
وفي هذا السياق أماط التقرير اللثام عن مقتل 53 مواطنا، منهم 36 رجلا و5 نساء، و12 طفلا، فيما بلغ عدد المصابين 83 منهم 52 رجالا، و9 نساء و22 طفلا.
وقد أورد التقرير عدة نماذج من الوقائع المتعلقة بزراعة الألغام التي أنهت اللجنة التحقق فيها.
ففي الواقعة الأولى، انفجر لغم أرضي في قرية الشقب بمديرية الموادم بمحافظة تعز بتاريــخ 25/9/2019، حيث تمثلت الحادثة حسـب مـا تضمنه ملـف القضيـة لـدى اللجنـة، وبحسـب مـا جاء فـي الوثائـق والتقارير المرفقـة بالملـف، بانفجار لغم أرضي مضاد للأفراد، بمواطنة، في تمـام السـاعة 10 صباحا بتاريخ 25/9/2019م، مما أدى إلى بتر رجلها وإصابة يوسـف أحمـد محمـد 47 سـنة.
أما الواقعة الثانية والتي راح ضحيتها شخصان، وتتمثل بحسب ما تضمنه ملف القضية لدى اللجنة، وما احتوته الصور والوثائق والتقارير المرفقة بالملف، وما جاء في إفادة ذوي الضحية وما ورد في شهادة الشهود، الذين تم الاستماع إليهم من قبل اللجنة انه في يوم الخميس الموافق 17/10/2019م ، بانفجار لغم أرض بالمواطن صالح حسان مثنى عماري بينما كان يسير بجوار الطريق العام بنقيل الشيم المؤدي إلى مدينة قعطبة، والذي تم زراعته من قبل جماعة الحوثي عند سيطرتها على النقيل؛ مما أدى الى إصابته بعدة شظايا في الرأس, وأماكن متفرقة من جسمه.
وعلى الفور هرع إلى مكان الانفجار مجموعة من أهالي المنطقة، وقاموا بإسعاف الضحية إلى أحد المستشفيات في المنطقة، وبعد إجراء الإسعافات الأولية له نصح الأطباء في المستشفى بنقله إلى عدن نظرا لخطورة حالته، وبالفعل تم اسعاف الضحية إلى مستشفى البريهي في عدن، حيث فارق الضحية الحياة بعد وصوله إلى المستشفى متأثرا بجراحه التي أصيب بها جراء انفجار اللغم الأرضي الذي تعرض له.
أما الواقعة الثالثة والتي أدت الى إصابة الضحايا عرفات علي ابراهيم وأمين عرفات ابراهيم وعائشة درويش أحمد، فتعود بحسب ما تضمنه ملف القضية لدى اللجنة، وما جاء في إفادات الضحايا وشهادات الشهود، إلى تاريخ 5 سبتمبر 2019، وحينما كان الضحية عرفات علي إبراهيم يسير برفقة أبنه الطفل أمين عرفات ابراهيم، وزوجته عايشه درويش أحمد، متجهين لزيارة والد زوجته في قرية الخدور بمديرية اللحية. هناك انفجر بهم لغم أرضي في الطريق، تسبب في بتر قدم الضحية عرفات، وأصيب ابنه أمين بشظايا في رأسه، كما أصيبت زوجته عائشة بشظايا في رجليها.
وقد أفاد شهود الواقعة وأهالي المنطقة بأن جماعة الحوثي هي من قامت بزراعة هذه الألغام في الطرقات أثناء سيطرتها على المنطقة بهدف إعاقة تحرك أفراد المقاومة.
وقد تعلقت الواقعة الرابعة، بإصابة الضحايا هيلة سالم العواضي وعلياء صالح العواضي، بمنطقة الغول. فبحسب ما تضمنته ملف القضية لدى اللجنة، وما جاء في إفادات الضحايا وشهادات الشهود، بأنه في حوالي الساعة 10 صباحا بتاريخ 3 مايو 2019، وأثناء قيام الضحيتين هيلة سالم العواضي، وعلياء صالح العواضي برعي الأغنام في شعب كرش بمديرية النعمان، انفجر بهما لغم أرضي، زرعته عناصر جماعة الحوثي في المنطقة لغرض منع تنقل المواطنين وقوات الجيش التابع للحكومة الشرعية في هذه المنطقة، وقد أدى انفجار اللغم إلى إصابة الضحيتين بكسور وجروح وحروق حسب ما وضحته التقارير الطبية والصور الفوتوغرافية المرفقة بملف القضية.
وقد استخلص تقرير اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن نتيجة أكد فيها بأنه من خلال التحقيقــات التي أجرتها اللجنــة، والأدلة التــي حصلــت عليهــا، في الوقائــع المذكــورة أعـلاه وغيرهـا مـن الوقائـع المتعلقـة بزراعـة الألغـام الفرديـة، تبيـن للجنـة بـأن المسـؤول عـن هـذه الانتهـاكات هـي جماعـة الحوثـي التـي تنفـرد بممارسـة هـذا النـوع مـن الانتهـاكات عـن باقـي الأطـراف الأخـرى المشـتركة فـي النـزاع فـي اليمـن، وتمارسـه بمنهجيـة فـي كافـة المواقـع العسـكرية التـي تسـيطر عليهـا، والمناطـق والطرقـات التـي تنسـحب منهـا.
كمـا تبيـن للجنـة مـن خـلال العديـد مـن الأدلـة، ومـا تضمنتـه إفـادات خبـراء نـزع الألغـام، فـي العديـد مـن المناطـق، بـأن جماعـة الحوثـي تقـوم بتصنيـع الألغـام الفرديـة بخبـرات محليـة، وفـي مصانـع أنشـأتها، مسـتخدمة معـدات ومقـرات الجيـش فـي المناطـق التـي سـيطرت عليهـا، وتقـوم بتوزيـع هـذه الألغـام وتخزينهـا فـي كافـة المناطـق، مخالفـة بذلـك الاتفاقيـات الدوليـة المصـادق عليهـا مـن قبـل اليمـن التـي تحظـر صناعـة ونقـل وتخزيـن هـذا النـوع مـن الألغـام.
وبذلك تضاف كلمة الحق الحقوقية هذه الي قوائم الأطراف التي تدين مكائد الألغام الحوثية في اليمن والتي را ويروح ضحيتها الأبرياء دون حسيب حتى اللحظة.