الأخبار

مسلسل مآسي اليمنيين مع الألغام مازالت فصوله ممتدة وتفاصيله محفورة في ذاكرة الناس ومشاعرهم وأجسادهم، فكلما اضطرت مليشيات الانقلاب أن تغادر موضعا ما في اليمن، خلفت وراءها للناس تركة ثقيلة من الآلام والدماء، الدموع، الحسرة، والرعب بسبب حقول الألغام الذي خنقت الناس ونغصت حياتهم.
فقبل نحو عام، اندحرت جماعة الحوثي، من مديريات بيحان بمحافظة شبوة، جنوب شرق البلاد، عقب عملية عسكرية خاطفة انتهت بطردها خارج المنطقة، غير أن خطر ألغامها الأرضية مازال يؤرق السكان حتى اللحظة.
إذ تركت مليشيا الحوثي، آلاف العبوات والألغام في مناطق بيحان، وقد أوقعت مئات الضحايا في صفوف الأهالي خلال الفترة الأخيرة، إلى جانب تسببها في فقدان الكثير منهم لمصادر رزقهم بسبب زراعة شبكات الألغام في الأراضي الزراعية.
وعمدت ميليشيا الحوثي إلى زراعة مساحات شاسعة في محور بيحان بمديرياته الثلاث (عسيلان – بيحان- عين) بحقول ألغام ومتفجرات، خلال 3 سنوات من سيطرتها على المنطقة، حيث تتركز حقول الألغام في محور بيحان في مدينة العليا ومنطقة مفقة، وكذلك جبل ريدان.
ويتخوف المواطنون من هطول الأمطار، إذ إن من شأن السيول أن تجرف الألغام إلى الحقول الزراعية والقرى، كما حدث في الموسم السابق، حيث أعرب السكان أن مئات الألغام ما تزال مدفونة تحت الأرض في الطرقات، المزارع ومحيط المنازل في عديد من المناطق خاصة في مديرية عسيلان.
ونقل موقع “نيوزيمن” عن مصدر طبي قوله بأن الألغام الأرضية أوقعت 60 ضحية من المدنيين في بيحان بينهم أطفال ونساء، كما تسببت بإعاقات دائمة لعديد من المواطنين، إلى جانب تعطيل أكثر من 45 مزرعة فخختها ميليشيا الحوثي بالعبوات.
وتمنع حقول الألغام عودة أكثر من 800 أسرة نازحة منازلها في عسيلان، ويعيش أفرادها وضعا إنسانيا صعبا في مناطق النزوح بشبوة.
وهكذا تواصل الألغام الحوثية في تضييق الخناق على المدنيين وتهجيرهم من ديارهم وملاحقة أحلامهم ودفنها في مهدها، وتطويق واقعهم ومستقبلهم بفخاخ الموت التي تسعى لسجنهم للأبد إما في الهلاك أو العجز، وهو مخطط تجتهد الفرق الميدانية لنزع الألغام في اليمن في فك حلقاته وتفكيكه رويدا رويدا على أمل إتلافه وإنهاء وجوده من خلال تطهير ربوع اليمن من آلاف الألغام التي استوطنتها وسلبت أهلها العيش الكريم.