مختار محمد علي فرج، يمني من أبناء منطقة ذباب مديرية باب المندب، يحمل في وجدانه إمتناناً كبيراً لمشروع مسام وفي ذاكرته صورة ناصعة يتمنى أن يطلع العالم عليها تخص هذا المشروع النبيل الذي يعتبره مثلما نجح في البر نجح أيضاً في البحر في هزيمة الألغام في عدة مناطق يمنية.
مختار عاش معانٍ مريرية من الرعب بسبب الألغام، هو من كان يشاركه مهنته التي باتت في اليمن مهنة محفوفة بالموت الملغوم بسبب علب الموت المتفجرة.
فمختار صياد، تعود ركوب البحر بأمان والصيد وجلب الخيرات لذويه بخبراته الواسعة في هذا المجال، لكنه خبر البحر ولم يخبر احتلال الألغام لشواطئه وحتى أمواجه، لذلك بات عاجزاً عن مزاولة مهنته بسبب هذه العلب القاتلة.
مأساة مختار وباقي الصيادين في منطقته بسبب الألغام استمرت وتعمقت مع الخوف من الألغام، حتى جاء مدد مشروع مسام، حيث تواصلت جهود التمشيط لتلك الشواطئ التي غزتها العلب القاتلة، حتى تم نزع العديد من الألغام منها ومن داخل المياه، وعادت آمنة تماماً من كل تهديد ملغوم.
إنجازات مشروع مسام في هذا السياق، جعلت مختار وباقي صيادي المنطقة يتنفسون الصعداء، ويسترجعون ثقتهم في المكان الذين لطالما كان مصدر قوت لعيالهم، ويعاودون مزاولة مهنة الصيد بنشاط وحماس كبير دون خوف من أي تهديد ملغوم، حاملين في صدورهم تقديراً كبيراً في مسام ومجرين على ألسنتهم فيض من عبارات التمجيد لهذا المشروع الذي مكنهم من استعادة الإحساس بالأمان كإحساس إنساني حيوي جداً لمواصلة الحياة والعطاء والتمسك بالبقاء.