مدير عام “مسام” لقناة “الحدث”: لم نتصور أن نجد ألغاماً في مدارس الأطفال والمساجد والمستشفيات ومناطق الرعي
قال مدير عام مشروع “مسام” لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، أسامة القصيبي، إن المشروع ومنذ بدايته كان يعتمد على الاستمرارية عام بعام؛ لأنه وبنهاية كل عام يتم تقييم العمل الذي جرى خلال السنة الماضية والاحتياجات للسنة المقبلة بالنسبة لعدد الفرق والخبراء والعاملين في المشروع، ولهذا دائماً التمديد سنوي للمشروع منذ بدايته في 2018 وحتى الآن.
وأضاف القصيبي في مقابلة مع قناة “الحدث”، أن البحث عن الألغام بلا خرائط وإحداثيات من الأمور الصعبة، مضيفاً: “نحن اليوم في مشروع مسام نعتمد على فرق مسح تقني تعمل على الأرض وتستكشف المناطق.. الأهالي والمزارعين والصيادين يبلغون عن إصابات تمت في مناطقهم، وعلى الفور نتحرك للمنطقة ونرسل فرقنا وتبقى الفرق في هذه المناطق حتى يتم تطهيرها بالكامل”
مدير عام “مسام” لقناة “الحدث”: الإعلام الغربي غير منصف في قضية الألغام في اليمن
وأوضح القصيبي أن الحوثيين وقعوا على اتفاقية ستوكهولم التي كانت تنص في أحد بنودها على تسليم إحداثيات وخرائط الألغام التي تم زرعها في الجمهورية اليمنية، مشيراً إلى أنه لهذا اليوم لم يتم تسليم أي خرائط أو إحداثيات للألغام التي تم زراعتها، ونحن لم نحصل على أي خرائط.
مسام.. مهمة إنسانية بامتياز
وبخصوص المطالبة بتسليم الخرائط، قال القصيبي إن مشروع مسام جهة تنفيذية ولا تدخل في المواضيع السياسية أو التي تقع في مستوى أعلى من مشروع مسام، وهذا شيء يخص الدولة، ولكن نذكر ذلك دائماً ونضغط من خلال إعلام مسام، ونذكر أن الإعلام الغربي غير منصف في موضوع الألغام في اليمن وكذلك الدول الغربية، وهناك الكثير من الموضوعات التي تكلمنا فيها وفق إمكانياتنا كمشروع أو كجهة تنفيذية، لكن هناك طرقاً أخرى حكومية من قبل الحكومة الشرعية ومن قبل منظمات أخرى أممية متواجدة في اليمن لديها الصلاحية لرفع ذلك مباشرة إلى الأمم المتحدة والمنظمات المعنية.
وعن تحديث التقنيات المستخدمة في عمليات الكشف عن الألغام، قال القصيبي: “إن عمليات نزع الألغام يتم تحديثها بشكل يومي، فنحن نتعلم بشكل يومي ونغير أساليب عملنا بشكل يومي.. أحياناً يقابل أحد العاملين بالفرق لغماً نشاهده للمرة الأولى وبالتالي نبدأ في التعامل معه مباشرة، لذلك التدريب مستمر خلال السنوات الماضية، وحالياً لدينا خطة إعادة تأهيل من خلال دورات تدريبية لتطوير الفريق بشكل دائم”.
عراقيل وتحديات
أما عن العقبات التي تواجه الفريق، قال القصيبي إنه بالإضافة إلى غياب الخرائط فهناك تحديات البعد الجغرافي، والمساحة، والزراعة العشوائية، فاليمن يعتبر أكبر دولة في العالم تم زراعته بالألغام منذ الحرب العالمية الثانية وفي جميع المناطق، نحن مشروع إنساني نعمل في المناطق المحررة بعيداً عن الجبهات القائمة في اليمن اليوم، لكننا اليوم نجد ألغاماً في مناطق من الصعب التصور بالعثور عليها، مثل مدارس الأطفال والمساجد والمستشفيات ومصادر المياه ومناطق الرعي، هذه هي المشكلة.
وأشار القصيبي إلى أنه بحسب الإحصائيات لدى المشروع، فإن تعز والساحل الغربي والجوف من أكثر المناطق زراعة للألغام، وهناك إصابات يومية في هذه المناطق، ومشروع مسام ساهم في تقليل عدد الإصابات، ولم نصل حتى الآن إلى نسبة 100% من تطهير هذه المناطق.
ولفت القصيبي إلى أن مشروع مسام لديه قبول كبير في الشارع اليمني والمناطق التي يعمل بها، وتقوم فرقنا بتوزيع منشورات على الأهالي وخاصة الأطفال عن مخاطر هذه الألغام والعبوات وكيف يتجنبون الإصابة بها، ولدينا أرقام مفتوحة 24 ساعة للتحرك على أي بلاغ نتلقاه على مدار الساعة، وفي هذا الجانب وجه مدير عام المشروع رسالة شكر لجميع الأهالي في اليمن لمساعدتهم للفرق بشكل كبير.
يذكر أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قد جدد عقد تنفيذ مشروع “مسام” لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية لمدة عام، وبذلك يستمر عمل المشروع للعام السادس على التوالي لاستكمال مهامه الإنسانية التي بدأها في اليمن منذ يونيو من عام 2018.
وتمكن مشروع مسام حتى اليوم من انتزاع 404.333 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، موزعة بين 250.686 ذخيرة غير منفجرة و7829 عبوة ناسفة، و139.566 لغماً مضاداً للدبابات و6252 لغماً مضاداً للأفراد، بإجمالي مساحات 47.249.479 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية كانت مفخخة بالألغام والذخائر والعبوات الناسفة.