يعاني المزارعون في اليمن مع مزارعهم مصابا جللا بسبب علب الموت المتفجر، فالألغام حالت بين المزاعين وأراضيهم وضربت بينهم جدارا كبيرا من الخوف والعجز بسبب تفشي علب الموت التي جعلت الفلاح يخاف الاقتراب من أرضه، حتى تحول أغلبها إلى قفار موحشة.
حوادث عدة جعلت الكثير من اليمنيين يخافون حتى الاقتراب من مزارعهم، فقد تسبب انفجار لغم، بإصابة مزارع بجروح خطيرة في مديرية موزع بالساحل الغربي.
وقد انفجر اللغم بحراثة المزارع عمر الحضرمي، أثناء قيامه بتسوية أرض زراعية لأحد المواطنين في قرية الجبيل بعزلة الهاملي. وقد أصيب الحضرمي بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى التابع لأطباء بلا حدود في المخا لتقلي العلاج والأسعافات الأولية.
ويشار إلى أن المليشيات قد حولت مديريات الساحل الغربي إلى أكبر حقل ألغام على مستوى اليمن، تسببت في سقوط آلاف الضحايا المدنيين غالبيتهم من الأطفال.
وفي حادثة أخرى، قتل مزارع بانفجار لغم أرضي بشاحنته في منطقة الطور التابعة لمديرية بيت الفقيه، بمحافظة الحديدة.
حيث ذكرت مصادر محلية وشهود عيان أن المواطن علي يوسف علي جله سماح، كان يقود شاحنته في الطور، حيث مر في طريق ترابي ملغوم، فانفجر أحد الألغام المزروعة بالعجلة الأمامية للشاحنة.
وتسبب انفجار اللغم المضاد للعربات في استشهاد المواطن علي سماح، الذي تمزق جسده إلى أشلاء، بينما تحولت الشاحنة إلى كومة من الحديد المدمر.
كما تسببت ألغام الحوثيين المزروعة بكثافة وبشكل عشوائي في طريق المدنيين في مديريات الساحل الغربي، في سقوط المئات، خاصة الأطفال والمزارعين والسائقين، الذي باتوا يدفعون بشكل مستمر كلفة باهظة لهذه الأعمال العدوانية الحوثية، التي جعلت اليمن أكبر دولة ملغومة في العالم.
وأمام هذه الحوادث تبذل فرق مسام قصرى جهدها لإعادة الحياة لمزارع اليمنيين التي هي مصدر قوتهم وحلقة مهمة في الدورة الاقتصادية في المجال الفلاحي في اليمن.
وفي هذا السياق، بين قائد الفريق 26 مسام المهندس سامي سعيد أن فريقه اليوم تمكن من انتشال 18 لغما مضادا للدبابات زرعته الميليشيات في مزرعة أحد المواطنين، مشيرا بأن الميليشيا قامت بزراعة الألغام في خمسة مواقع داخل المزرعة.
كما قال سامي سعيد أن 3 ألغام من بين 18 لغما تم تفجيرها وإتلافها في مواقعها بسبب تهالك أجسام هذه الألغام وخطورة نزعها.
وقد أفاد سعيد أن فريقه تمكن من تطهير المزرعة، وانتشال جميع الألغام بنجاح، مؤكدا بأن تأمين حياة المدنيين في منازلهم ومصادر معيشتهم من أولويات عمل فرق مسام الهندسية في الخوخة وجميع مديريات الساحل الغربي.