في الوقت الذي أشهر جمع من أبناء اليمن العاقين إفلاسهم الأخلاقي واختاروا السقوط في مشاريع العمالة للظفر بمكاسب زائفة، وقف الأحرار وقفة عز وشموخ في وجه ذاك المشروع التخريبي، وقد دفعوا أرواحهم انتصارا لقضية وطن مسروق.
في حرب الانتصار لنداء الإنسانية، مثلت الألغام في اليمن عائقا كبيرا أمام سيرورة حياة المواطنين وتحركاتهم كما حصدت أرواح المئات منهم وأحالت آخرين على قائمة المعوقين بعد أنبترت أجزاء متفرقة من أجسادهم.
وعلى ضوء هذا الوضع المزري يواجه اليمن كارثة إنسانية بسبب حقول الألغام العشوائية المنتشرة على مساحات واسعة من البلاد، إذ زرع ت الميليشيات أكثر من مليوني لغم. حيث كشفت أرقام المنظمات والهيئات الدولية حجم الكارثة لكن آثارها على الأرض أشد خطرا وبؤسا خاصة وأن وجودها لا يقتصر على البر فقط، إذ يوجد ألغام في البحر الأحمر وهو ما يمكن تسميته بـ”الموت العائم” الذي يخطف أرواح الصيادين عدا عن الخطر الذي يشكله على الملاحة وخطوط التجارة العالمية.
لقد حرثت الميليشيات الأراضي اليمنية بالمتفجرات والألغام وحولتها إلى حقول للموت في كل بقعة من البلاد بدل فلاحتها التي كانت رائدة وثمارها وخيراتها المشهورة.
وأمام مد الموت المزروع هنا وهناك، خاصت أياد العطاء والمدد الإنساني لتنزع فتيل الموت من بقاع ومحافظات عدة لوقف نزيف بسبب الألغام، وهي مهمة قام بها بجدارة مشروع مسام. فرسم ابتسامة على ثغر طفل وإعادة الناس إلى مساكنهم وذكرياتهم، كان حصاد عمل إنساني يؤمن بأن اليمن يستحق الأفضل.
لذلك اجتمعت فرق مسام تحت راية هدف واحد وهو”يمن بلا ألغام”، فتطوعوا وثابروا وضحوا وآثروا، حتى بات الأمل يدق بإصرار قلوب اليمنيين ويشدهم شدا نحو مستقبل أفضل تخبو فيه تماما نار الألغام الحارقة.