الأخبار
في وقت تمعن فيه الأنفس المريضة والنوايا الشريرة والضمائر المعدومة في تفريخ الموت في الأراضي اليمنية، ناشرة الخراب على شكل فخاخ هلاك ملغومة بصفة عشوائية ضاربة المبادئ الإنسانية عرض الحائط ومعتدية عليها بشراسة وعدوانية وساعية إلى إشاعة الرعب في النفوس وقتل الأحلام والمطامح في مهدها، تسعى أياد بيضاء إلى الحد من مد كل هذه الجرائم المروعة ووضع حد لعنجهيتها بنزع الألغام في سباق محموم مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح التي استباحتها ولازالت فخاخ الموت.
فالسعي المحموم لإراقة الدماء بدم بارد وتوزيع الشعب اليمني بين هالكين ومعاقين وعاجزين بسبب قيود المخاوف والرعب، واجهته مسام بمحاولة تطبيب جراح اليمنيين النازفة وإزالة المخاوف وأسباب الهلاك والتهجير والرعب من طريقهم، حيث مضت ولا زالت فرق هذا المشروع إلى نزع الألغام باستعمال أبرز وأرقى التقنيات في هذا الحقل، ونشر ثقافة الوعي بالمخاطر التي تشكلها هذه الفخاخ القاتلة وتنمية المهارات المحلية في مجال التعامل مع الألغام ووصل الليل بالنهار، للمضي باليمن إلى ضفاف الأمان المنشود والمتمثل في “يمن بلا ألغام.
رهان مازال مسام يبذل كل طاقاته وقدراته لتحقيقه ويقدم الغالي والنفيس من أجل بلوغه، حيث سطر مسام مسيرة تضحية نموذجية في هذا السياق من خلال العطاء بسخاء لتحقيق هذا الهدف، وما قدمه مسام من شهداء حتى اليوم في هذا السياق أكبر دليل على صدق هذا المشروع الإنساني البحت.
فمسام مشروع حياة، حيث تسعى فرقه على كافة الأراضي اليمنية المحررة لنزع آلاف الألغام التي زرعتها المليشيات. فخلال أقل من عامين نزع مشروع مسام أكثر من 162 ألف لغم، وعبوة ناسفة، وقذيفة غير منفجرة في عدد من المحافظات، والمناطق المحررة.
واستطاعت جهود، وأعمال مشروع مسام أن تعيد الحياة إلى الكثير من المدن، والقرى اليمنية التي هجرها سكانها جراء زراعة المليشيات لألغام الموت حقدا على أهاليها.
فمئات القرى ظلت لأشهر بعد تحريرها لا يستطيع سكانها العودة إليها، وممارسة حياتهم فيها، والعيش في منازلهم كما كانت حياتهم قبل.
وفي هذا السياق يؤكد مواطنون في شمال اليمن، وجنوبه، وشرقه، وغربه بأنه بفضل الله ثم جهود وعمل مشروع مسام تمكنوا من العودة إلى منازلهم بعد نزع كافة الألغام التي كانت تهدد حياتهم، والتي كانت تحول بينهم وبين استرجاعهم لإيقاعها الذي ألفوه واستعادوه بفضل مسام.