الأخبار
لم تمنح حصيلة الألغام المنزوعة والمتلفة من قبل مشروع مسام، وما حققه هذا المشروع من إنجازات على مستوى تحرير مناطق عدة في اليمن من قبضة الألغام وما أحرزه من محبة كبيرة في قلوب اليمنيين، إلا عزيمة أكثر على مواصلة مشواره الإنساني في اليمن.
ولم تحبط التحديات المتعلقة بالعدد الرهيب للألغام المزروعة في اليمن وانتشارها بشكل عشوائي وغياب خرائط تحدد أماكن زرعها والإمعان في تمويهها بطريق غير مألوفة ومغرقة في الدموية، والخسائر البشرية المؤلمة في صفوف أسرة مسام وما تكبده من شهداء لقاء هذه المهمة الإنسانية، من عزيمة أصحاب الأيادي البيضاء والضمائر الحية والقلوب الناصعة، الذين قطعوا عهدا إنسانيا جامعا وثابروا ومازالوا من أجله، ضاربين نموذجا يحتذى به في العطاء والاجتهاد في ماراثون القضاء على فخاخ الموت المتفجر في اليمن.
فمنذ انطلاق مسام تعامل المشروع مع الواقع اليمني المسكون بالألغام بمهنية عالية وبخبرة فذة لخبرائه وبإرادة صلبة، حيث تتالت الأرقام التي برهنت ولازالت على ما تبذله الفرق ميدانيا على صعيد نزع الألغام وإتلافها.
كما قدم مسام قاعدة توعوية كبيرة لليمنيين، حيث حرصت الفرق على تعريف الناس بمخاطر الألغام وسبل الحذر منها وطرق تمويهها، وذلك حرصا على أرواح الناس الأبرياء التي نكلت الألغام الغادرة بعدد كبير منها على حين غرة.
واليوم قطع مسام شوطا مهما في مشوار نزاله مع الألغام، حيث خلص اليمنيين من آلاف الألغام الغادرة وطهرت مناطق عدة وطرق حيوية كانت فخاخ الموت قد تسببت في تقطيع أوصال المدن والمديريات عن بعضها، حيث عاد كثيرون لقراهم وأراضيهم ومدارسهم التي حالت بينهم وبينها الألغام في يوم ما، وخلصتهم منها مسام ومن شرها.
فأعاد مسام البسمة ونسائم الطمأنينة لأناس كثر من أهل اليمن بعد أن نزع من دورهم وديارهم الألغام، فعادوا لحياتهم ولأراضيهم ومواشيهم، وهذا أثلج صدور فرق مسام، لكنه مازال لم يرضيها لأن عين وقلب مسام على هدفه السامي الأكبر، وهو “يمن بلا ألغام“، وهو ما يجعل الفرق تسعد بمختلف إنجازاته لكنه ماض في التقدم من أجل رهانه الإنساني السامي والمتعلق بجعلهم ينعمون بيمن بلا ألغام، وهو هدف يحتم عليهم أن يتسلحوا بالإصرار سلاحا لهم في مشوارهم المستقبلي في تلك الربوع التي يتعطش أهلها لتخليص أرضها من فخاخ الموت المتفجر.