الأخبار
ليست خيالا ولا تزييفا أو اختلاقا، لكنها ملاحم صمود على أرض الواقع وإيمانا برسالة إنسانية غايتها إنقاذ الأرواح. هو واقع نحتته أيادي محاربي الموت والصامدين في وجه القاتل المستتر. أيادي صنعت المستحيل للذود عن اليمن أرضا وإنسانا. أيادي سطرت ملحمة في التضحية هزت عرش الطغاة وحركت الأرض تحت أقدامهم.
رحلة لتأمين الحياة يخوضها أفراد فرق مشروع مسام وسط موت يترصدهم في كل ثانية ومع كل خطوة استطاعوا خلالها تحقيق نتائج مبهرة حيث تخطت إنجازات المشروع حاجز 100000.
نعم 100 ألف لغم وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة منزوعة من جوف التراب اليمني. 100 ألف حياة تقريبا أنقذت من هذا القاتل المتخفي. هذا الرقم سيظل محفورا في ذاكرة كل يمني وكل شخص معني بهذه القضية.
لقد أعلن مدير عام مشروع مسام السيد أسامة القصيبي أن الفرق الهندسية التابعة للمشروع تمكنت من نزع 2541 ذخيرة غير منفجرة و44 عبوة ناسفة و578 لغم مضاد للدبابات و8 ألغام مضادة للأفراد ليبلغ إجمالي ما تم نزعه خلال الأسبوع المنصرم 3351 ولترتفع حصيلة الألغام المنزوعة خلال الفترة الممتدة من بداية شهر أكتوبر ولغاية 25منه إلى 8611.
بهذا العدد استطاع مشروع مسام تحقيق إنجاز مذهل وذلك بفضل العقيدة الراسخة في أذهان العاملين به عقيدة الدفاع عن حق شعب في حياة آمنة والذود عن كرامته التي أهدرت نتيجة عدوان ظالم جائر أرعن.
سنوات كانت كافية لتستنفر السعودية وتبعث مشروعها الإنساني في اليمن بعد أن تأكدت أن الميليشيات الحوثية ماضية في نهجها الدموي التدميري لهذا البلد الذي عانى الأمرين على مدى عقود ليصل إلى المكتسبات التي دمرتها الأيادي الحوثية الآثمة بكل صلافة.
يأتي هذا المشروع استمرارا لجهود المملكة العربية السعودية الفعالة في الأعمال الإنسانية، حيث يهدف مسام إلى تطهير الأراضي اليمنية من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة التي دنست بها.
هذا المشروع النوعي يكتسي أهمية بالغة في استكمال عملية تطهير التراب اليمني من الألغام التي قامت الميليشيات الحوثية بصناعتها وزراعتها في أماكن تستهدف المدنيين العزل، مما تسبب في إصابات مستديمة وإعاقات مزمنة وخسائر بشرية عديدة استهدفت خاصة الأطفال والنساء.
جريمة زراعة الألغام من قبل الحوثيين لم يسبق في تاريخ البشرية أن قامت بها جماعة إرهابية بهذه الكيفية كما فعلت هذه الميليشيات في اليمن متجاهلين كل الأعراف والقيم والقوانين المجرمة لها لما لها من أخطار على الحاضر والمستقبل. إذ لا تكاد تخلو منطقة منها، فأخطارها مازالت قائمة، حيث توجد أنواع من الألغام صنعت بطريقة مموهة وأخرى موجودة في مناطق لم تصل إليها الفرق الهندسية وهو ما يرفع في الفاتورة التي يدفعها المواطنون.
لقد شكل مشروع مسام خطوة نوعية في سبيل استئصال هذا الخطر ما يمهد لليمنيين العيش في أمان وقد عمل مسام لمدة شهور متحديا المخاطر والعقبات والتهديدات بصفة دؤوبة حتى نجحت فرقه الهندسية في تطهير عديد المناطق وإعادة الحياة لها بعد أن فقدتها وفقد معها الأهالي أمنهم وموارد رزقهم ومصادر مياههم.
ونفذ فريق المسح الفني التابع للمشروع زيارة دورية للفرق الميدانية العاملة في مديرية الخب والشعف بمحافظة الجوف تهدف إلى مسح مناطق جديدة للكشف عن حقول الألغام، وكذلك للتأكد من أن المناطق التي تم تطهيرها أصبحت آمنة بشكل كامل.
وأكد قائد فريق المسح الفني بالمشروع العقيد حسين العقيلي أنهم باشروا أعمالهم في منطقة بير المهاشمة والمناطق المجاورة لها مشيرا إلى أن هذه المناطق مفتوحة وواسعة وتم اكتشاف عدد من حقول الألغام مضيفا أن عملهم في مديرية الخب والشعف مستمر حتى يتم الكشف عن حقول الألغام المتبقية لنزعها وهي بحسب المعطيات والمؤشرات كثيرة ومتنوعة.
لقد حقق مشروع مسام رقما أنار شمعة الأمل في نفوس اليمنيين وبعث فيهم روحا جديدة. فالعامل في المشروع يخوض أكثر من معركة واضعا حياته على المحك في سبيل إنقاذ حياة أناس لا تربطه بهم سوى صفته الإنسانية أو الجغرافية.