الأخبار
بلغة الأرقام قدم مسام ومازال يقدم تضحيات كبيرة ومثابرات واعدة، أتت بعدد ما تم نزعه وإتلافه على سيناريوهات عدة كانت تهدف لإهلاك عديد الأبرياء خاصة من المدنيين، من الأطفال والنساء وغيرهم.
أرقام قيمة بينها السيد أسامة القصيبي مدير عام مشروع مسام، حيث أفاد أن فرق هذا المشروع الانساني نزعت منذ انطلاقة المشروع ولغاية يوم 12 مارس 151983 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.
وهذا ليس الرقم الوحيد الوضاء في مسيرة مسام الباسلة في وجه الألغام، حيث بين القصيبي أن الفرق الهندسية التابعة لمسام نزعت منذ يونيو 2018 ولغاية الآن 95613 ذخيرة غير منفجرة.
كما نزعت 49762 لغما مضادا للدبابات، و1849 لغما مضادا للأفراد خلال عام ونيف، وقد بلغت مجموع العبوات الناسفة التي نزعتها الفرق بلغت 4759.
كما تنفست على أيادي فرق مسام مساحة كبيرة من الأراضي اليمنية الصعداء بعد تخليصها من شراك الألغام، وهو ما بينه مدير عام مشروع مسام، حيث أفاد أن مساحة الأراضي التي تم تطهيرها منذ انطلاقة المشروع بلغت 9.044.987 مترا مربعا.
أرقام تعكس المجهودات الحثيثة التي بذلتها فرق مسام في ماراثونها ضد فخاخ الموت، خاصة في ظل عدم وجود خرائط تكشف للنازعين مواقع زرع هذه الألغام، وهو ما أضاف أعباء كبيرة على كاهل هذه الفرق، لكنه لم يثنها البتة عن مهمتها الإنسانية.
كما لم يزد خسارة مسام لعناصر من أبنائها البارين من أسرتها المتراصة المتعاضدة أثناء محالة الدفع باليمن إلى بر الأمان والوصول به إلى ضفاف “يمن بلا ألغام”، إلا عزيمة على مواصلة مشوار انطلقوا فيه سوية قاطعين الوعد على اتمامه حتى الرمق الأخير.
واقع جعل عناصر الفرق يأخذ كل منه المشعل على الآخر، فالمخاطر المحدقة بعمل مسام والخسائر البشرية على قدر ما هي مؤلمة ومؤثرة، لكنها لم تحط ولو قيد أملة من رهانات هذا المشروع الانساني الذي وعد اليمن واليمنيين بتحريرها من غول الألغام، وهو ماض على عهده ووعد، والأرقام المتنامية الماضية في التضخم يوما بعد آخر والمتعلقة بأعداد الألغام المنزوعة والمساحات المحررة من شراك فخاخ الموت تثبت بالدليل القاطع صدق مسام حد النخاع، وبصدقه وعطائه عادت الحياة لعدد كبير من الأراضي والبيوت والحقول التي هجرها أهلها بسبب الحرب وباتوا يخشون العودة اليها بعد تواتر الأنباء بأنها ملغومة.
وبمجرد وصول فرق مسام لها ومسحها وتخليصها من فخاخ الموت عاد اليها أهلها ونبضها، تماما كما يأمل مسام أن تغدو كل ربوع اليمن آمنة مأمنه بعد خلاصها من أخطبوط الألغام الخانق.