أكثر من 437 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة، هو حصاد مشروع مسام من علب الموت المتفجرة على مدار خمس ونيف من المثابرة والعطاء الإنساني غير المسبوق، والذي قدم فيه هذا المشروع النبيل في اليمن دروساً مأثورة في التضحية والوفاء والتلبية لنداء الإنسانية بحزم وعزم، حيث بات مسام من خلال هذه التجربة ملهما للعمل الإنساني ليس على الصعيد المحلي والإقليمي فقط، وإنما على الصعيد العالمي أيضاً.
ومثلما نجح مسام في إدارة أزمة الألغام ميدانياً، وقطع أشواطاً مهمة في قلب معادلة الموت الملغوم في عدة محافظات يمنية لصالح صوت الحياة، نجح أيضاً في كسب ثقة الشارع اليمني وضمه لصفه الإنساني في كفاحه ضد الألغام، وأبلى بلاء حسناً في الحملات التوعوية المحذرة من مخاطر الألغام، حيث جعل الثقافة الوقائية حصناً يقي الأبرياء من جائحة الألغام في اليمن إلى حد كبير، وكذلك نجح هذا المشروع في إيصال صوت اليمن إلى المحافل الدولية وقام بتدويل قضية الألغام وشد الأنظار إليه والتفاعل معها، فإستحقت هذه الجهود مجتمعة لفة كريمة مباركة لهذه التجربة الإنسانية الفريدة التي لعب فيها جناح مسام الإعلامي دوراً كبيراً في التحليق برهانات هذا المشروع إلى أفق رحب.
تلألأ نجم مسام
وقد استقبل مدير عام مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام الأستاذ أسامة بن يوسف القصيبي مؤخراً في مقر المشروع بعدن، مستشار الإجراءات المتعلقة بالألغام في مكتب الأمم لخدمات المشاريع (UNOPS) تشارلز فريسبي، والخبير جاويد حبيب الله، حيث أشاد المستشار الإنساني لمكتب الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، بدور مشروع «مسام» في اليمن والإنجازات التي حققها، خلال السنوات الماضية، ومساهمته الكبيرة في إنقاذ المواطنين اليمنين، ونزع الألغام ومخلفات الحرب الأخرى.
كما تحدث عن أهمية الدور الذي يقوم به مشروع «مسام» في اليمن، ومستوى التنظيم الذي وصل له المشروع، سواء من خلال العمل في الميدان، أو التنظيم في عملية نشر الإحصائيات والإنجازات اليومية للمشروع في اليمن، مضيفاَ “اليمن يعاني من كارثة حقيقية مع الألغام والعبوات الناسفة ومخلفات الحرب، ويجب على الجميع الوقف مع الشعب اليمني للتخلص منها، وإعادة الحياة إلى كافة المناطق اليمنية”.
كما أشاد المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بجهود مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام الذي تمكن من ما يزيد عن 437 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة منذ انطلاق هذا المشروع سنة 2018، حتى اليوم.
وقد نوَّه المجلس الوزاري في بيان صادر عن دورته التي عقدت في الرياض مؤخراً، إلى الإنجازات التي حققها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبالدعم الإنساني الذي يقدمه مكتب تنسيق المساعدات الإغاثية والإنسانية المقدمة من مجلس التعاون للجمهورية اليمنية، وبما تقدمه كافة دول المجلس من مساعدات إنسانية وتنموية لليمن.
وفي سياق إكبار جهود مسام الإنسانية، شاركت صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء الفيصل بنت عبدالعزيز آل سعود، في مأدبة عشاء مشروع مسام، والتي أقيمت بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي مؤخراً، في الرياض، بحضور نخبة من سيدات المجتمع ولفيف من الإعلاميات البارزات، وقالت سمو الأميرة هيفاء الفيصل خلال كلمتها على هامش الحفل: “أبارك لمشروع مسام عملهم وأشكرهم، وفي الحقيقة على عملهم شيء جبار وإنساني، وفخورة بهم وبعملهم”.
وأضافت سمو الأميرة هيفاء الفيصل: “في يوم المرأة العالمي أشكر كل السيدات العاملات بمشروع مسام، ولا ننسى أيضاً الرجال، لأن عملهم مهم وأتمنى لهم كل التوفيق وأدعي لهم أن يحميهم ربي في عملهم الذي نعلم جميعاً مدى خطورته، وجميعهم في قلوبنا”.
كما كرم رئيس مجلس القيادة الرئاسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة في الجمهورية اليمنية، فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي مشروع «مسام»، ممثلاً بمديره العام أسامة القصيبي، والبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، بتقليدهما وسامي الشجاعة، تقديراً لجهود مسام في ماراثونه الإنساني ضد الألغام في اليمن.