
لبنة لبنة يبني مسام قصة مجده الإنساني في اليمن، فمع كل لغم ينزع ويتلف وكل روح تنقذ من الهلاك الملغوم، ومع كل حياة تعود لربوع هجرها أهلها عنوة بسبب علب الموت، وكل ابتسامة ترسم على الوجوه مجدد في اليمن الشقيق، وكل أمل ينهض من باحات الانكسار والخوف فيها، يكتب هذا المشروع الإنساني مسيرة التضحية الوضاءة، التي بدأها ومازال يثابره في إنجاحها في اليمن من أجل دحر الألغام، في وقت قياسي وبأخف الأضرار البشرية.
عداد الموت الملغوم في اليمن تربكه خطى مسام المشبعة بالحياة والإصرار على النجاح، والأيادي التى تزرع الموت المتفجر هنا وهناك، أنهكها تكاتف سواعد مسام المصرة على ترجيح كفة الحياة في اليمن، لصالح الأمل والأمن والبقاء، وأما الأرقام والحقائق الملموسة فتقول بجدارة لليمنيين وللعالم، إن ما قطعه مسام على نفسه وعد صادق راسخ لا تزحزحه عقبات الميدان ولا الإشاعات المغرضة ولا المساعي المهزومة لزراع الموت الملغوم.
وفي هذا الإطار، أفاد حسان الجهوري، قائد الفريق 17 مسام، أن فريقه نزل إلى منطقتي الرمة والقطيبة بيختل التابعتان لمديرية المخا بمحافظة تعز، بناء على بلاغات من مواطنين بهذه المناطق والتي أفادت بوقوع انفجار بتاريخ 21-06-2021، وقد باشر الفريق عمله في إطار مهمته الطارئة في المنطقة، حيث تم في البداية نزع 10 ألغام، وفتح الطرق المؤدية لهذه للمنازل والمزارع، والمثابرة من أجل تخليصها من الألغام وإعادة عديد النازحين إليها بعد تطهيرها تماما من علب الموت لتعود الحياة فيها إلى سابق عهدها دون خوف وترهيب.
كما بين عثمان الجهوري، قائد الفريق 20 مسام، أن فريقه أبلى بلاء حسنا في التعامل مع الألغام، حيث قام بنزع 11 لغما، وهو ما مكن عدد كبير من الرعاة والمزارعين من إعادة مزاولة نشاطاتهم وإطلاق أنعامهم للرعي دون خوف بعد مسح إحدى المناطق التي كانوا يعانون فيها من ويلات انفجارات علب الموت بشكل مستمر مما تسبب بهلاك عدد من الرعاة ورؤوس المواشي.
كما قام الفريق 20 مسام بتخليص بئر الماء من تواجد خمسة ألغام كانت مزروعة بجانبه في هذه المنطقة، مما مكن الناس من إعادة استخدامه بسلاسة كما كانوا دون خوف من الألغام، كما استعاد أطفال المنطقة اللهو واللعب التي كانوا يجوبها سابقا ليعادوا اللعب فيها مجددا بعد تطهيرها من الموت المدفون تحت الأرض.
ومن جهة أخرى، سلط يحيى عاطف سعيد، القائم بأعمال الفريق 30 مسام الخاص بجمع القذائف بباب المندب أن فرق مسام العاملة بهذه المنطقة قامت بإتلاف عدد من الألغام التي تم تجميعها من عمليات التطهير الجارية في هذه البقاع.
وأفاد سعيد أنه تم تدمير 459 لغما مضادا للآليات و27 لغما مضادا للأفراد و373 قذيفة متنوعة وصاروخي طيران و5 صواريخ كاتيوشا وصاروخان حراريان و7 عبوات ناسفة و869 فيوزا متنوعا و23 طلقة، ليبغ إجمالي ما تم إتلافه 2431 قطعة متنوعة، معربا عن شكره لكل من أسهم في إنجاز هذا العمل الإنساني وإنجاحه من يمنيين وسعوديين وأجانب.
لتتواصل بذلك أمجاد مسام في حصد الرهانات وإعلاء سقف الإنجازات في اليمن وترسيخ الأمل في الناس وتعزيز الوعي لديهم أنهم يقتربون كل يوما شيئا فشيئا من الهدف المنشود الذي يطمح له بشغف كبير مسام ويتحرق له اليمنيون شوقا لبلوغه، وعنوانه” يمن بلا ألغام”.