
لا شك أن الألغام أخذت ولازالت من اليمنيين أغلى ما يملكون، لتحرق قلوبهم بنار الفراق أو الإعاقة التي سترافقهم أوترافق ذويهم مدى الحياة، فلقد باتت زراعة الألغام صفة تلازم الميليشيات في اليمن، حيث لم تبق أي منطقة مرت منها بمنأى عن علب القتل، فقد حولت عديد المناطق إلى حقول ألغام ممتدة الأرجاء مما أثر بشكل كبير في عملية على دورة الحياة في تلك الربوع بأكملها.
هذا الوباء الملغوم أسقط أعدادا هائلة من الضحايا الذين غالبا ما يكونون من المدنيين الذين شجعهم رحيل هذه الميليشيات على العودة لمساكنهم دون أن يدركوا بأن وسائل القتل لا تنتهي برحيل الميليشيات بل تظل في انتظارهم في منازلهم وبين ممتلكاتهم.
لقد مثلت الألغام تحديا كبيرا لحياة المواطنين وتحركاتهم. فاليمن يواجه كارثة إنسانية نتيجة حقول الألغام العشوائية المنتشرة في مساحات واسعة من البلاد. وبحسب التقديرات الرسمية، زرع الحوثيون أكثر من مليوني لغم، تم نزع أكثر من 266 ألف لغم منها حتى اليوم.
لكن ما أعاد الأمل إلى اليمن وشعبه المظلوم المضطهد هو الانتصارات الباهرة والمشرفة المنجزة على أيدي رجال مشروع مسام التي أثبتت للعالم بأسره أن معايير النصر والهزيمة لا تحددها ترسانات الأسلحة ولا عدد الجيوش الجرارة ولا ماكينات الإعلام المأجور وإنما الإيمان والعقيدة الراسخة بصحة المبدأ وصدق الهدف.
لقد رفعت هذه الفرق شعار “حياة بلا ألغام” وآمنت به حتى وهبت حياتها فداء لهذا الهدف. ويوميا، تخوض فرق مسام معركة الحياة أمام كم هائل من الألغام، يجهلون مواقعها لكنهم ماضون في البحث عنها وإزالتها من دروب اليمنيين الذين تهللوا فرحا لتمديد عمل المشروع لسنة الرابعة على التوالي، فهذا المشروع الإنساني صمام أمان للوصول لتطهير اليمن من جائحة الألغام في اليمن.
فالألغام والمتفجرات العشوائية تمثل بكل مخاطرها عائقا حقيقيا يحول دون عودة السكان المستضعفين وتمنع تحقيق الاستقرار وإعادة إعمار المناطق.
فالواقع حرج لاسيما في المناطق التي شهدت على مر السنوات الماضية معاركا ضد هذه الميليشيات، لذلك لابد من وقفة حازمة لإيجاد حل جذري لهذه المسألة التي غض الطرف عنها طويلا، ويجابهها مسام بكل بسالة في سبيل نصرة نداء الإنسانية في اليمن.