كغيرها من مناطق اليمن التي لوثت بشكل متعمد بآلاف الألغام والعبوات الناسفة بغية تعطيل الحياة وإرهاب المجتمع المحلي، تسببت الألغام الحوثية في منطقة يختل التابعة لمديرية المخا في قتل وإعاقة العشرات من أبناء المنطقة ولوثت مزارع المدنيين ومصادر معيشتهم ومناطق رعي أغنامهم بكميات مهولة من الألغام الأرضية ما تسبب في نزوح وتهجير المئات من الأسر.
هنا يروي لنا المزارع أحمد قائد رحيم، أحد ابناء منطقة يختل معاناته مع الألغام بقوله “ست سنوات لم أتمكن فيها من دخول مزرعتي خوفا من الألغام، ست سنوات وقفت خلالها الألغام عائق بيني وبين العودة إلى مزرعتي ومصدر رزقي الوحيد، ما تسبب في تعرض المزرعة للتصحر ومع تدهور حالتي المعيشية قررت المغامرة وقمت باستئجار حراثة والذهاب لاستصلاح مزرعتي وإعادة زراعتها، وما أن دخلت الحراثة إلى المزرعة حتى انفجر بها لغم أرضي، وقتل في نفسي بصيص الأمل بالعودة إلى ممارسة الزراعة والعمل في فيها”.
وقال المزارع أحمد بعد وصول فريق مسام إلى المنطقة قام بمسح المزرعة، وتمكن من انتزاع 10 ألغام من محيط الانفجار، كانت مزروعة خلف الحراثة، وعن يمينها، ويسارها، وكل هذه الألغام كانت ستنفجر بنا لو حاولنا استخراج الحراثة من تلقاء أنفسنا.
يضيف المزارع بقوله “مآسي الألغام لا حصر لعا فقد خلفت الكثير من المعاناة لأبناء منطقة يختل خلال الأعوام الماضية، وكانت الانفجارات تحدث بشكل شبه يومي راحت على إثرها أسر بأكملها وتسببت في نفوق المئات من حيوانات المواطنين”.
وعما حققته فرق مشروع مسام في منطقة يختل بشكل خاص ومديريات الساحل الغربي بشكل عام قال المزارع أحمد قائد إن العمل الإنساني الذي حققته فرق مسام في إزالة الألغام مكن المزارعين من الوصول الآمن إلى المزارع والمراعي، بشكل فعال وعودة الرعاة إلى حقولهم واستئناف عملهم بأمان.
وطالب المزارع أحمد مشروع مسام بأن يكون معهم، ويساعدهم في تطهير أراضيهم الزراعية من الألغام، كون الألغام لازالت تعيق عشرات المزارعين من دخول مزارعهم، فالزراعة مصدر رزقنا الوحيد في هذه المنطقة، وقد حرمتنا منها الألغام.