
لم تكن آمال ضحية الألغام مسعد ناجي، ذاك الكهل اليمني الذي عانى من ويلات علب الموت الشيء الكثير في دروب النزوح وعند عودته إلى مسقط رأسه، مجرد كلمات منثورة للإطراء وجهها لفرق مسام، وإنما كانت تعبر بصدق عما يسكن في صدر هذا الكهل اليمني وكل اليمنيين، من مشاعر صادقة وأحلام منشودة ربطوها بمشروع مسام من واقع يرونه بأعينهم ويعيشونه كل يوم على مدار الساعة.
فإنجازات فرق مسام على الأرض جعلت كل يمني يرى في هذا المشروع الإنساني الخلاص الوحيد لليمن من جائحة الالغام، والأرقام التي تحققها فرق مسام على الأرض في مجال نزع الألغام وإتلافها وتعمل على تحقيقيها، تعكس مقدار الجهود المبذولة والتضحيات الجليلة التي قدمتها هذه الفرق من أجل إنقاذ اليمنيين من بطش الألغام، والرهانات الصاعدة لإيصال اليمن إلى مرحلة يمن بلا ألغام.
وهو ما عبر عنه عارف القحطاني مشرف فرق مسام بتعز، حينما صرح أنه حيثما تكون فرق مسام توجد المدرسة الآمنة والطريق الآمن والمزرعة الآمنة والحياة الآمنة من علب الموت.
وفي هذا السياق أكد مدير عام مشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام الأستاذ أسامة القصيبي، أن فرق المشروع تمكنت من نزع وإتلاف أكثر من 289 ألف لغم وعبوة ناسفة خلال الفترة من يوليو 2018 وحتى 19 نوفمبر 2021.
وقد أوضح القصيبي في المؤتمر الصحفي الذي عُقد بعدن، حول إنجازات مسام، بحضور مختلف وسائل الإعلام والقنوات والمواقع الاخبارية المحلية والعربية، أن المشروع يعمل في اليمن للعام الرابع على التوالي، مؤكدا أن المشروع تمكن خلال الفترة من منتصف يوليو 2018 وحتى 19 نوفمبر الجاري 2021 من نزع وإتلاف 97187 لغماً مضاداً للأليات و4183 لغماً مضاداً للأفراد وكذا إزالة 181562 ذخيرة غيرة منفجرة و6114 عبوة ناسفة.
وأشار القصيبي إلى أن مشروع مسام يضم خبراء وعاملين ذوي خبرة وكفاءة ولديه فرق متحركة وتدخل سريع ومسح فني وفرق إزالة متواجدة في المحافظات المحررة، مشيراً إلى أن مشروع مسام يعمل بالتنسيق والشراكة مع البرنامج الوطني لنزع الألغام، لافتاً إلى أن المشروع نفذ حتى الآن 120 عملية تفجير لمخلفات الألغام.
وأضاف القصيبي أن مشروع مسام يعمل بجهد بهدف تأمين حياة اليمنيين وتطهير أراضيهم من الألغام وتمكينهم من العودة إلى منازلهم ومزارعهم آمنين بعيدا عن خطر الألغام ونتائجها المأساوية.