ألغام في كل مكان تتوزع كالفطر السام، تتجمع حينا وتتفرق أحيانا، تسكن الجبال والسهول والصحاري والطرقات والبيوت وآبار المياه والمدارس ومناطق الرعي وجذوع النخل والصخور ووحتى لعب الأطفال.. ألغام في كل مكان ربما لا تتوقعه، تفاجئك بمكانها ونوعها وكثافتها وفعلها المشين، ليواجه مسام كل هذه التحديات القاسية في اليمن.
وهو ما عبر عنه قاسم الدوسري مساعد المدير العام لمشروع مسام بقوله “إن مشروع مسام يواجه تحديات كبيرة على الأرض وخصوصا في المناطق المحررة حديثا، حيث يتعامل مسام مع حقول عشوائية غير نظامية تم الوصول إليها عن طريق بلاغات المواطنيين وعن طريق الحوادث التي تسببت في وقوع الكثير من الخسائر البشرية والإصابات المؤسفة والخسائر المادية”.
وهو ما جعل فرق هذا المشروع الإنساني تكثف من جهودها وتمضي في تحدياتها إلى أبعد الحدود من أجل الإنسان في اليمن، وهو ما بينه نبيل الحميدي قائد الفريق 15 مسام، حيث أفاد أن فريقه قام بتطهير مناطق عدة من الألغام منها أماكن في محافظة الجوف وكذلك في محافظة مأرب ومحافظة البيضاء وبيحان، ومنطقة الصفراء، حيث تم تطهير الخط الرابط بين جبل المنقاش وجبل السليم، وهذا إنجاز كبير.
وقال إن هذه المنطقة تعتبر عالية التأثير، وهي خط حيوي ومعبر نشط للمواطنين، حيث تمكن عدد من المدنيين من العودة للرعي والعيش في حقول عدة أمنها الفريق مسام 15 من علب الموت والعبوات الناسفة.
كما بين الحميدي أن عزيمة فريقه صلبة وإصراره كبير ووعده صادق للشعب اليمني لتخليصه من الألغام تماما مثلما كان ومازال عهد مسام وفيا دائما لليمنيين.