عندما يكونُ الإنسانُ، والإنسان وحسب غايتَك الأسمى، يكون الإنجاز والنجاح.. 3 أعوام دأبَ خلالها مشروعُ مسام في التخفيف من وطأةِ آثارِ الحربِ في اليمن، وتأثيراتِها على حياةِ الناسِ ومعيشتِهِم اليومية.
ووسْط احتشاد الظلام كان لابدّ أن يولد الأمل من مسامات الواقع ليؤكد أن على هذه الأرض ما يَستحق الحياة.
235 ألف لغم وقذيفة نزعها مسام وتخلص منها في 110 عمليات إتلاف للألغام نفذها المشروع في 9 محافظة يمنية، ولأن ذلك هو الهدف الأول الذي جاء من أجله مسام، لكن ليست المهمة الوحيدة، فثمة مهام إنسانية عدة ينفذها مسام وعلى مختلف الأصعدة، من الجانب التوعوي بمخاطر الألغام وصولا إلى تلمس أوضاع ضحاياها وإيصال صوتهم للعالم.
يحضر مسام وتتجلى مهمته الإنسانية من خلال قربه من الناس، وبهذا الإفطار الجماعي الذي أقامه المشروع للعشرات من ضحايا الألغام في محافظة مأرب، أراد مسام أن ينقل من خلاله صورة واضحة ودليل حي بأن الألغام في اليمن هي الخطر الأكبر الذي يواجه المدنيين في البلد المنكوب بالحرب والذي تسببت فيها الألغام بقتل أكثر من 2270 مدنيا بينهم، (398) طفلا دون سن الـ (18 عاما)، و(157) امرأة و(95) مسنا، بالإضافة إلى إصابة (2752) آخرين بينهم (560) طفلا، و(177) امرأة و(99) مسنا، في حوادث انفجار بعض الألغام الأرضية والعبوات الناسفة المزروعة بكثافة في عدة محافظات يمنية.
وبرغم صعوبة العمل في مجال نزع الألغام وخطورة التعامل معها، يقول مدير عام مشروع مسام الأستاذ أسامة القصيبي إن الخطأ الأول هو الخطأ الأخير، لكن الهدف النبيل الذي يسعى مسام لتحقيقه يستحق التضحية امتثلا لقول المولى عز وجل” ومن أحياها فكأنما إحياء الناس جميعا.
ولأن هذا الإيمان بأحقية الإنسان اليمني في الحياة، كان لمشروع مسام أن يتدخل كأهم مشروع إنساني لنزع الألغام وتخليص اليمنيين ومساحات كبيرة من أراضيهم من خطر الألغام وموتها الذي يستهدف كل ماله علاقة بالحياة، بل ولا تزال جهودا وتضحيات مسام مستمرة للعام الثالث لتأمين حياة المواطن اليمني.