الأخبار
في وقت تكالبت فيه الألغام على اليمنيين، ليجد هذا الشعب الشقيق الأعزل نفسه بين فكي فخاخ الموت الحوثية التي هاجت وماجت في أرض اليمن وأتت على ربوعها السهلية والجبلية والصحراوية وحتى البحرية، فهبت المملكة العربية السعودية لإغاثة هذا الجار الشقيق المكلوم في أمنه وسلامة شعبه بسبب هذا الإرهاب المدفون تحت الأرض.
وكانت هبة المدد والإغاثة والإجارة السعودية للجار اليمني أمام جائحة الألغام، متمثلة في بعث مشروع مسام لنزع الألغام، والذي كان منذ الوهلة الأولى لنشأته وإلى اليوم، بعد أكثر من سنتين من قيامه عنوانا للعطاء قدم خير على أهل، والذين وجدوا في مسام خير سند لهم في مأساتهم مع الألغام.
مملكة الخير لم تتوان عن مد الشعب اليمني برئة تضخ التفاؤل لهؤلاء الناس الذين سلبتهم الألغام هناء العيش وبرد الحياة، وفرقت شملهم ومزقت أجسادهم وحالت بين الأرض وزراعها وبين الطفل ومدرسته والصياد ومركبه وحتى بين الطفل ولعبته، فانقلبت حياتهم رأسا على عقب، حتى حل مسام بينهم يضخ التفاؤل فيهم ويبذر الأمل.
فمع كل لغم منزوع ومنطقة مطهرة من فخاخ الموت، وعلى إثر كل عملية إتلاف أدوات الموت المتعطشة للدم هذه، والاستجابة لبلاغات الناس التي تخبر عن وجود لغم هنا أو هناك أو جرف مياه الأمطار لألغام حولهم وكشفها الستار على بعضها في مناطق متفرقة لأرض اليمن، يجد الأمل طريقه مجددا لأهل اليمن ويتنفس كل من أطبقت هذه الألغام على أنفاسه يوما ما أنفاس تكسر القيود الملغومة، ويتجدد الأمل لدى هؤلاء الناس وهم يرون رأي العين أسرة مسام تبذل الغالي والنفيس من أجل إنقاذ حياتهم من الألغام.
فأرقام الألغام المنزوعة والمتلفة والمساحات المطهرة من فخاخ الموت، وشهداء الواجب والمثابرة والفرق المنتشرة على الأرض والتي تصل الليل بالنهار وتصر على دحر الألغام حتى في ظل جائحة كورونا، كلها براهين دامغة أن مسام رئة تفاؤل وشريان أمل لليمنيين.