أمام الصمت المطبق على الضمير العالمي الإنساني إزاء محنة الألغام في اليمن، يبقى عطاء مسام متدفقا غزيرا، ساعيا باستمرار لإجارة اليمنيين في مصابهم الجلل مع علب الموت القاتلة، واضعا في سبيل ذلك كفاءاته وإمكانياته في خدمة إعادة الأمن الذي سلبته الألغام من اليمنيين إلى مختلف المناطق المحررة.
فالخسائر البشرية والنزعة الدموية لزرع الألغام مجددا من قبل الميليشيات في المناطق التي كاد يعلنها مسام محررة تماما من قيد علب الموت المتفجر، لم تحط أبدا من عزيمة هذا المشروع الإنساني الذي مازال يضع نصب عينيه مواصلة رسالته الإنسانية بعزم وجدارة في اليمن، فكل لغم ينزع يعني حياة تنقذ.
وفي هذا الإطار، أفاد مصعب محمد الحسام عضو الفريق 22 مسام، أن هذا المشروع الإنساني يعمل بعزيمة وإرادة وإصرار متعاملا بمهنية عالية مع التحديات الميدانية التي تسعى الميليشيات لتصعيدها.
كما بين مصعب أن مسام يسعى لإنشاء وتطوير الكفاءات والخبرات العالية من خلال الدورات التدريبية المستمرة والمتنوعة، وهو ما يسهم في جعل الفرق قادرة على التعامل بمهنية عالية مع مختلف العقبات.
وقد اعتبر الحسام أن مسام بنى بتضجياته جسورا لليمنيين للعبور بأمان إلى حقولهم ومراعيهم وآبارهم ومنابع الحياة في عدة مناطق دون الخشية من نيل الألغام منهم، وهذا ما تم بفضل تضحيات هذا المشروع الإنساني وشهدائه الأبرار الذين نتمنى لهم الرحمة والخلود في جنان الرحمن.
وقد قال عبدة إبراهيم قائد الفريق 23 مسام، أن فرق مسام قد ودعت بألم كبير شهداء الواجب الذين سقطوا مؤخرا كضحايا للألغام المحدثة التي زرعت في المناطق المحررة حديثا، مؤكدا أن هؤلاء الشهداء الأبرار من أسرة مشروع مسام الإنساني قد ضحوا بحياتهم من أجل حياة الآخرين.
واعتبر عبدة إبراهيم أن مشروع مسام مستمر بعزم وثبات في ماراثونه الإنساني مع صقل خبرات الفرق عبر دورات نوعية لخبراء متخصصين تنمي معارف النازعين حول الألغام الحديثة وطرق التعامل السليم والآمن معها.
من جهته، بين النازع أحمد حسين أحمد نائب قائد الفريق 24 مسام أن فريقه قد شارك في دورة تدريبية تمحورت حول الألغام الحديثة التى يتعامل معها النازعون في المناطق المحررة مؤخرا.
كما أشاد أحمد حسين أحمد بقيمة هذه الدورة، التي سلطت الضوء على الخدع التي تعتمدها هذه الألغام المحدثة وسبل نزعها وتدميرها في موضعها من خلال السحب عن بعد، وعبرالخطافات الحديثة لفصل الأسلاك الكهربائية، معتبرا أن هذه الدورة نمّت معارف المشاركين وأطلعتهم على مستجدات حيوية على الأرض عبر خبراء محنكين وتجارب نوعية لقادة الفرق.