الأخبار
الألغام، الهدف الحقيقي والحصري لمسام في الأراضي اليمنية، والعدو المراد دحره في تلك الربوع. ولهذه الغاية النبيلة يجند هذا المشروع الخبرات والكفاءات والطاقات والضمائر اليقظة لتحقيق هذا المراد الإنساني السامي.
وهو رهان جعل مسام يوزع فرقه في مختلف الربوع اليمنية المحررة بحثا عن تلك الألغام، حيث تبذل مجهودات عدة لتقصي أماكن زراعة فخاخ الموت تلك في ظل غياب خرائط تحدد أماكن تعمد الميليشيات دفن هذا الإرهاب المبثوث تحت التراب، وفي بطون الصخور والأشجار وفي الجبال والسهول والصحاري والمناطق السكنية اليمنية، وكل هذه الأماكن التي تحولت إلى مسارح متوقعة لوجود الألغام، ليبقى تحديد مناطق تموضعها، هو ضالة يكابد من أجلها مسام عناء شديدا ويبذل في سبيله الجهد الكبير.
وهنا لا يدخر مسام جهدا في تقصي المناطق الموبوءة بالألغام، لأن عناصر هذا المشروع وفرقه وأسرته المتلاحمة على يقين راسخ أن كل لغم ينزع يعني حياة تبذر من جديد، وهو ما يجعل مسام دائم اليقظة والجاهزية لأي بلاغ بخصوص وجود الألغام من المواطنين.
وأحيانا ما تتعاضد الطبيعة الأم مع جاهزية فرق مسام وحرص المواطنين على الإبلاغ عن وجود فخاخ الموت في أي مكان، خاصة من خلال السيول التي تكشف أحيانا الغطاء عن هذا الموت المتدثر بالثرى.
فإضافة إلى مجهودات البحث عن الألغام المزروعة بصفة عشوائية وحرص مسام على التعامل معها بمهنية عالية والسعي الدؤوب لتخليص الناس من شرها من خلال نزعها ومن ثمة إتلافها، يبقى التعاطي مع البلاغات الخاصة بوجود ألغام في مكان ما من الأولويات التي يتعامل معها مسام بحرص وتفان واتقان، كجزء من نشاطه الإنساني البحت في الربوع اليمنية.
فبضع ساعات فقط فصلت بين المناشدة التي أطلقها المواطنون عبر المركز الإعلامي لمحور الضالع القتالي، والاستجابة السريعة لمشروع مسام والبرنامج الوطني لنزع الألغام، حيث قام العميد قائد هيثم مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بعدن، بزيارة المناطق الموبوءة بالألغام التي جرفتها سيول الأمطار على ضفاف وادي تبن حجر الضالع على رأس فريق هندسي كبير.
وقد مثلت هذه الزيارة الطارئة دليل ملموسا على الاستجابة السريعة للمناشدة التي وجهها المواطنون في هذه المناطق والتي تضمنت عثورهم على ألغام متنوعة جرفتها السيول إلى مزارعهم وطرقهم في وادي تبن، بعد أن زرعتها المليشيات الحوثية في مناطق المواجهات شمال الضالع.
وفي هذا السياق اعتبر العميد قائد هيثم أن مشروع مسام والبرنامج الوطني لنزع الألغام استجابوا لهذه المناشدة بصورة عاجلة لما يترتب عليه من خطر على المواطنين، وقد أعطوا الأوامر المباشرة للفرق الهندسية التابعة لهم بسرعة النزول والبدء في العمل لمسح كافة المناطق الموبوءة على مجرى الوادي من منطقة حجر ذو رعين الضالع حتى محافظة لحج، وسيبدأ العمل بعد عيد الأضحى المبارك مباشرة.
ودعا العميد هيثم كافة القاطنين على ضفاف الوادي إلى أخذ الحيطة والحذر في عملية تنقلاتهم وممارسة أعمالهم في الوادي، والابتعاد عن الأجسام الغريبة والمشبوهة على طول مجرى الوادي وسرعة تبليغ الجهات المعنية عنها لما تمثله من خطر كبير يهدد حياتهم.
وعبر المواطنون من جانبهم عن شكرهم وامتنانهم لهذه الاستجابة، واستبشروا بقدوم الفرق الهندسية الى مناطقهم، حيث اعتبروا أن هذه الألغام سببت لهم حالة من الرعب ومنعتهم من مزاولة أعمالهم في مزارعهم وقيدت تحركاتهم، لكن مع وصول هذه الفرق استعادوا الأمل بالعودة لممارسة حياتهم الطبيعية، مبدين تعاونهم الكبير في سبيل إنجاح هذا العمل.