الخبرات والمعدات والطاقات والرهانات والدورات التدريبية والتحصينات والتضحيات الجمة، أسلحة مشروع مسام في اليمن من أجل آداء واستكمال مهمتها الإنسانية في نزع الألغام وتخليص أهل اليمن من هذا الموت المتفجر الذي أسر واقعهم في خندق الخوف والترهيب والآلام والعجز والمحن.
هذه الطاقات التي اجتمعت لدى أسرة مسام ويحركها الضمير الإنساني الحي لأفراد هذه العائلة تحت مظلة العطاء الإنساني، مكنت فرق المشروع على مدار 3 سنوات من المثابرة في اليمن في إطار ماراثون الإطاحة بعلب الموت المتفجر، وجعلته يقوم بعمليات نوعية على الأرض ومكنته من ترك بصمات إنسانية لن تمحى من ذاكرة اليمنيين ولا من سجلات العطاء الإنساني ليس فقط على الصعيد المحلي بل على الصعيد العالمي أيضا.
ولعل من أبرز عمليات هذه الفرق الإنسانية ما ذكره مسعد أحمد قائد الفريق 30 مسام، أن فريقه قام بعملية نزع نوعية بتوجيهات مركز العمليات التابع للمشروع في منطقة عقان، حيث تم تركيز الجهود على العمل على استخراج ألغام ومتفجرات طمرت داخل نفق بطول 200 متر داخل أحد الجبال نتيجة عمليات القصف.
وقد انطلقت عمليات النزع داخل هذا النفق في شهر مارس 2021، حيث تم تطهير 85 بالمائة من هذا النفق واستخراج 350 قذيفة من المكان وتجميعها في موقع التفجير الخاص بالقذائف.
وفي إطار سجل العمليات النوعية لهذا المشروع، أفاد محمد أحمد العجرة قائد الفريق 4 مسام، أن فريقه وصل أحد حقول الألغام بتاريخ 21-02-2021، حيث تم نزع ألغام مضادة للأفراد، وقد تم ذلك بفضل جهود أعضاء الفريق ومواطني هذه المنطقة الذين كان لبلاغاتهم دور كبير في اقتفاء أثر فخاخ الموت المتفجر، وبذلك تم مسح كامل المنطقة وتطهير ثلاثة آلاف متر مربع منها، وبفضل الله وجهود مسام سيتم العمل على تطهير كامل المنطقة لتعود لسابق عهدها صالحة للرعي والاستثمار.
وفي سياق صقل المهارات وتحسين الآداء وتأمينه، أكد مشرف مسام بمحافظة شبوة أن الفرق الهندسية تعمل بخطين متوازيين، ويشمل الخط الأول عملية المسح غير التقني، وفيه يتم النزول إلى المناطق المشتبه زراعتها بالألغام بغرض جمع المعلومات من المجتمع المحلي عن الألغام ومناطق زراعتها ونوعيتها، ثم بعد ذلك تعمل الفرق على الخط الثاني على عملية المسح التقني، وفيه تقوم فرق المسح بالنزول الى المناطق الملغومة ومسحها ورسم الحقول ورفع الإحداثيات وتكليف فرق التطهير بالنزول لتأمين تلك المناطق.
كما أشاد قائد الفريق الرابع المهندس محمد العجرة بالدور الكبير الذي يقدمه خبراء مسام في عملية تطوير خبرات النازعين ورفع مستوى مهاراتهم في التعامل مع جميع انواع الألغام المبتكرة. حيث أفاد هادي محمد حسن عضو الفريق 27 مسام، أنه تلقى مع فريقه دورة تدريبية هامة مكنتهم من التعرف على ألغام جديدة لم يتعاملوا معها في الميدان وأكسبتهم خبرة تمييزها والتعاطي معها، ومنها القنابل العنقودية وأنواعا من الألغام المتشظية والألغام البحرية.
وقد اعتبر أن هذه الدورة كانت في غاية الأهمية حيث أكسبت فريقه قاعدة ثقافية قيمة للتعرف على هذه الألغام المهلكة، معربا عن خالص شكره لخبراء مسام الحريصين من خلال هذه الدورات المفيدة على سلامة الفرق العاملة ميدانيا وسلامة المواطنين.
وقد ثمن خالد سالم شايف، عضو الفريق 30 مسام قيمة الدورات التدريبية التنشيطية في إعلاء همم النازعين ومدهم بمعلومات قيمة تحميهم وتجعلهم أكثر دقة وتوفيقا في مهماتهم الميدانية.
وأجمع المشاركين في هذه الدورات أنهم تعلموا أكثر كيفية إبطال مفعول العبوات الناسفة وكيفية التعامل مع الألغام ذات التحكم عن بعد بحكمة أكثر وسبل التصرف مع الألغام البحرية.
وقد أثنى شايف على جهود مشروع مسام الذي كلما طورت الميليشيات من أساليب زرعها للألغام كلما تمكن مسام من كشفها ودرب فرقه على التعامل معها وقهرها لإنقاذ حياة الناس.
وبذلك توجت هذه الجهود والعمليات النوعية والبصمات الإنسانية، التي هي غيض من فيض الآداء المتميز لمشروع مسام على الأرض، برقم نزع غير مسبوع بلغ منذ بداية المشروع سنة 2018، حتى اليوم 256475لغما وذخيرة غير منفجرة، ليستمر عطاء لمسام الإنساني حتى يتحقق الهدف المنشود لهذا المشروع “يمن بلا ألغام”.