نزع الألغام وإتلافها في عدة مناطق يمنية.. حرر قلوب عديد اليمنيين من سجون الخوف من هذه المواد المتفجرة المهلكة، وزرع فيها الأمل والعزم لنيل غد أفضل ملؤه الأمان، ورسخ بنجاحاته على الأرض طريقاً ممهدة لحياة لا تعرف الاستسلام لجائحة الألغام.. هذا هو مشروع مسام.
ففي مدرسة مسام الإنسانية تقدم دروس ونماذج رائدة للتضحية والشجاعة والإصرار والعطاء، وتكتب أيضاً أجمل وأصدق عبارات العرفان بالجميل لهذا المشروع النبيل من قبل الشارع اليمني، الذي بات على يقين أن مسام طوق نجاته الوحيد من كارثة الألغام في ظل تخاذل الضمير العالمي إزاء محنته مع هذه المواد المتفجرة المهلكة للحرث والنسل.
مسام في قلوب اليمنيين
محمد الحبشي، يمني ومقاتل في صفوف الدفاع عن وطنه من أجل نيل الحرية وقهر الألغام والظلم، ضحى كثيراً من أجل هذا الهدف النبيل، لكنه يرى تضحيته نقطة في بحر تضحيات مسام من أجل اليمن واليمنيين، حيث يعتبر أن مشروع مسام مدرسة عظيمة للتضحية وتعلم أصول العطاء والفداء في اليمن، إذ يقول: “أقدر كثيراً وقفة مشروع مسام مع اليمن واليمنيين في محنتهم مع الألغام وأشكرهم كثيراً على دعهم المعنوي والمادي لي، فمسام لم يتأخر يوماً عن اليمنيين وبذل بدوره تضحيات جليلة وعمل على تضميد جراحات اليمنيين الغائرة، وقد فاضت إنسانية هذا المشروع على أهل اليمن، حيث لم يكتف بنزع الألغام وتقديم الشهداء في سبيل ذلك، وتوعية الناس بمخاطر فخاخ الموت المتفجر من خلال تنظيم حملات توعوية، بل قدم كذلك المساعدات لكثر ممن نالت منهم الألغام من خلال مبالغ مادية تشد عضدهم في محنتهم، وأطراف اصطناعية أعانت كثيرين على استرجاع نبض حياتهم، وها هو اليوم يقدم لي أنا بدوري الدعم من خلال مساعدتي في محنتي، فكل الشكر والتقدير لهذا المشروع الإنساني الجليل والقائمين عليه والعاملين فيه، بوجود مثل هذا المشروع النبيل في اليمن نهاية الألغام مسالة وقت لا غير”.
كما بين اليمني عبد الواحد الصبري أن مشروع مسام مثل لليمنيين منفذ الخلاص الوحيد من شراك الألغام في المناطق المحررة في بلاده، حيث قال: “مسام مشروع خير وهو موضع احترام وتقدير من كل يمني حيث نزع الألغام في محافظة تعز والجوف وغيرها من المناطق المحررة في اليمن، فله جزيل الشكر والإكبار من هذا الوطن الجريح”.
وقد أشاد مواطنو مديرية المخا بالجهود والتضحيات الجسيمة التي تقدمها الفرق الهندسية التابعة للمشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن مسام، معبرين عن شكرهم وامتنانهم لفرق مسام التي أمنتهم من الإرهاب الذي زرعته المليشيات الحوثية تحت الأرض، حيث بينوا أن حياة أطفالهم ونسائهم كانت في خطر وأنهم كانو محاصرين بحقول من الألغام، ولكن فرق مسام استطاعت تطهير هذه المناطق، وأصبح بإمكانهم الدخول إلى منازلهم ومزارعهم وأصبحوا آمنين على حياتهم”.
كما كرم طلاب كلية الشريعة والقانون دفعة سفراء القانون، مشروع مسام بدرع الوفاء تقديراً للدور الإنساني الكبير الذي يقدمه مشروع مسام في سبيل إنقاذ حياة اليمنيين من الألغام.
وخلال التكريم أشاد المحامي عصام خميس وأعضاء اللجنة التحضيرية لدفعة سفراء القانون بالجهود الكبيرة التي يبذلها مشروع مسام، مؤكدين أن دعم المملكة العربية السعودية المستمر لمشروع مسام يدل على صدق الموقف الإنساني والأخوي تجاه الشعب اليمني.
وقال مدير منظمة ميون لحقوق الإنسان علي الحذيفي بأن مسام وقف حائط صد أمام الموت المزروع تحت الأرض والذي كان يتربص بحياة اليمنيين، وبفضل جهود فرق مسام المستمرة تم الحد من سقوط الضحايا بشكل كبير من خلال نزع مئات الآلاف من الألغام، والعبوات الناسفة المزروعة في مساكن المدنيين ومصادر معيشتهم.. وأن تجربة مسام فريدة من نوعها في اليمن والعالم أجمع، داعياً كافة المنظمات الأخرى العاملة في اليمن أن تحذو حذو مسام من خلال العمل الدؤوب والمثمر، والذي ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين الأبرياء في جميع محافظات اليمن المحررة.