الأخبار
مآسي مستمرة في اليمن ولا تنقطع البتة، وليس خبر مقتل طفل أو امرأة سوى غيض من فيض أخبار الموت القادمة من ذلك البلد.
اليمن ذاك البلد الذي مزقه الألغام وغيرت كل شيء فيه، حيث تجثو فخاخ الموت المتفجر متربصة بمواطنيه في الشوارع والأحياء والأسواق والمزارع، معلنة سطوتها بين الفينة والأخرى.
أما اليمنيون فيدركون الخطر المحدق بهم، فقد اعتادوا سماع انفجار هذه العلب الملغومة لكن في كل مرة يكون الأوان قد فات وتمكنت من الظفر بروح ضحيتها أو بأحد أطرافه.
لقد أشاعت الألغام الضارية جوا من الرعب في شوارع اليمن إذ ينفجر هذا الإرهاب المدفون تحت الأرض من تحت أرجل الأطفال وسائر المدنيين الأبرياء العزل الذين يحيطهم الموت من كل جانب.
وقد كشفت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن وقوع 232 ضحية انفجار ألغام وعبوات ناسفة بينهم 23 امرأة و44 طفلا، حيث أظهرت وقائع ميدانية أن بين لغم مزروع وآخر لا يوجد إلا مسافة هامشية تتراوح بين 20 و30 سنتيمترا.
هذه الألغام المتراصة حولت المناطق السكنية والمزارع والصحراء والطرقات إلى حقول ألغام مفتوحة تنهش من يقترب منها وتزرع الرعب والأسى في قلوب المهجرين عنوة من ديارهم.
وهنا يتضح مما سبق ذكره أن الهدف من زراعة هذه الآفة ليس عسكريا وإنما استهداف الشعب والبني التحتية، وهي جريمة بكل معنى الكلمة.
ويمكن رؤية نتائج الاستخدام المفرط للألغام في ممرات المستشفيات حيث تمتلئ بالضحايا والزائرين وكذا المقابر التي التهمت جزء شاسعا من أرض اليمن.
فيوميا تتضاعف خسائر اليمنيين الذين دفعوا ثمنا بسبب الألغام، فهذا الطوفان الملغوم الذي ألم باليمن، لم يجد متصديا له ولا ساعيا لكبح جماحه إلا مشروع مسام الذي ثابر ومازال وضحى ومازال لتجنيب اليمنيين الغرق في الدماء التي سيريقها هذا القاتل الملغوم.
وبذلك، بات هذا المشروع الإنساني شريان الحياة لأبناء هذا البلد، إذ يمدهم بالأمل، فحيث تحل فرق مسام يحل الأمن والسكينة.
وخير دليل على ذلك إنجازات الفريق التاسع مسام الذي تمكن خلال 30 شهرا من تأمين 10 مناطق ملغومة في مديرية عسيلان أهمها وادي الخيالة وطريق آل منصر إضافة إلى 10 مناطق أخرى تابعة لمديرية بيحان منها جبل ريدان ومنطقة الشعب وغيرها من المناطق التي تصنف جميعها ضمن المناطق عالية التأثير، وبذلك أعتق مشروع مسام رقاب المآت من اليمنيين بعد أن استطاع نزع الآلاف من الألغام وتطهير أراضيهم من هذا السم الذي توزع في الجسد اليمني وأوهن قوته، لكنه لم يتمكن البتة من عزيمته وعزيمة أصحاب الهمم العالية العاكفين ليل نهار على دحر الألغام في مهدها.