الأخبار
معرفة مفهوم إزالة الألغام وأنواعه ودلالاته يكشف للرأي العام طبيعة التضحية التي تبذل على الأرض من أجل إنقاذ الأرواح البريئة من سطوة فخاخ موت وضعت لسفك الدماء.
وقبل أن نخوض في طبيعة دور مشروع مسام لإزالة الألغام في الربوع اليمنية، لابد أن نحمل القارئ في جولة تعريفية خاطفة لمفهوم إزالة الألغام ودلالاته.
فعملية إزالة الألغام تعتبر واحدة من المكونات الأساسية الخمس للأعمال المتعلقة بالألغام، والتي تشمل بمعناها الواسع، عمليات المسح، إعداد الخرائط، وضع علامات على حقول الألغام، وكذلك الإزالة الفعلية للألغام من الأرض. وهذه المجموعة من الأنشطة يشار إليها في بعض الأحيان على أنها “إزالة الألغام”.
ويجب أن يكون جليا أن هناك نوعان من إزالة الألغام، الصنف العسكري، والإنساني، فإزالة الألغام العسكرية هي عملية يضطلع بها جنود لفتح ممر آمن بحيث يمكن لهم أن يتقدموا أثناء النـزاع.
وتشمل العملية العسكرية لنزع الألغام فقط إزالة تلك التي تعترض الممرات الاستراتيجية المطلوبة لتقدم الجنود أو انسحابهم أثناء الحرب، والتعبير العسكري المُستخدَم لإزالة الألغام هو “الاختراق”. وهذه العملية تنطوي على قبول احتمال حدوث خسائر محدودة.
أما النوع الإنساني لإزالة الألغام، وهو ما تقوم به مسام في الربوع اليمنية بعطاء وتفان لا محدود، فهذا نوع مختلف بدرجة كبيرة، ويهدف إلى تطهير الأرض بحيث يمكن للمدنيين أن يعودوا إلى ديارهم وإلى ممارسة أعمالهم الروتينية اليومية دون التعرض لتهديد الألغام الأرضية ومخلفات الحرب التي لم تنفجر والتي تشمل ذخائر مدفونة وأخرى متروكة قابلة للانفجار.
وهذا يعني أنه يجب أن تُزال جميع الألغام ومخلفات الحرب القابلة للانفجار التي تؤثر على الأماكن التي يعيش فيها الناس العاديين، وضمان سلامتهم في المناطق التي تم تطهيرها.
وبفضل هذه العمليات الإنسانية، تتم إزالة الألغام والتحقق تماما من خلو المناطق منها بحيث يمكن القول بأن الأرض قد أصبحت آمنه دون أي شك وأنه يمكن للناس أن يستخدموها دون أي قلق، والغرض من النوع الإنساني لإزالة الألغام هو استعادة السلم والأمن على مستوى المجتمع المحلي.
ولتحقيق هذه الغاية النبيلة هناك طرق عدة في التعاطي مع هذه الألغام، فإما أن يتم إزالتها يدويا بالاعتماد على أشخاص مدربين على إزالة الألغام وباستخدام أجهزة الكشف عن المعادن ومسابر رقيقة وطويلة لتحديد أماكنها التي يتم بعد ذلك تدميرها بتفجيرات متحكَّم فيها، أو يتم اللجوء إلى كلاب اكتشاف الألغام التي تكشف عن وجود متفجرات في الأرض عن طريق الشم.
وتستخدم الكلاب مع العاملين في إزالة الألغام يدويا، أو بطريقة ميكانيكية تعتمد على كاسحات الألغام والهراسات وأجهزة قطع الحشائش والحفارات، التي يتم ربطها بجرارات مصفحة من أجل تدمير الألغام في الأرض.
وتستخدم فرق مسام اليوم على الأرض أكثر التقنيات تطورا للكشف عن الألغام وإزالتها في مهمتها الإنسانية، معززة بطاقم هندسي فائق الخبرة يقوم على كوادر سعودية أساسا وأجنبية أيضا أخذت على عاتقها العمل على تطهير الربوع اليمنية من الألغام وبناء خبرات محلية في اليمن للذود عنه من تهديد زحف الألغام المهلكة مستقبلا.