مسام.. مسيرة جدارة إنسانية متواصلة نصب عينيها "يمن بلا ألغام"
لا أحد يعرف متى زرع أول لغم بعد الانقلاب في اليمن من قبل الميليشيات، لكن أيادي زراع الموت الملغوم، جعلت هذا البلد يضم أكبر “حقول الشر” المزروعة في العالم والمسكونة بالموت المتفجر الذي استوطن مختلف مدن اليمن، وفي مقدمتها صنعاء، وحولها إلى كبرى مزارع حقول الألغام في العالم.
الألغام قتلت أعدادا لا تحصى من المواطنين وأصابت المئات بإعاقات دائمة، وبترت أطراف آلاف الضحايا وخلفت عجزا كليا لآخرين.
ورغم تحرر عديد المناطق إلا أن آثار الألغام المدمرة لاتزال جاثمة على صدور ساكنيها في ظل اكتساح فخاخ الموت لحياة الناس وشلها.
توحش الألغام وفتكها بالمواطنين اليمنيين الأبرياء دفع بالمملكة العربية السعودية إلى مد يد العون لشقيقتها اليمن والإسراع لتضميد جراحها التي ما فتئت تنزف بسبب علب الموت الموزعة بسخاء على أراضيها عن طريق مشروعها الإنساني مسام.
فتحدي الموت هو ما تقدم عليه مسام في سبيل إنقاذ اليمنيين من الهلاك، فهذا المشروع الإنساني يؤمن أن الرغبة والإصرار على تواصل الحياة يشكل نفحات أمل تقهر اليأس وتبعث رسالة أمل في الخلاص من الوباء الملغوم.
وقد بين أحمد حسين أحمد، عضو الفريق 24 مسام، أن الميلشيات استعملت ألغام مموهة وعبوات ناسفة متطورة وهذا مثل تحديا كبيرا على مستوى الحد من عدد الضحايا الواقعين في شراك هذه الألغام الخبيثة، وقد قام مسام بتوفير خبرات أجنبية نوعية مدتنا بخبرات هامة في هذا الإطار، حيث بات النازعون على دراية واسعة بطبيعة هذه الفخاخ القاتلة وطرق التعامل معها حماية لحياة النازع وإنقاذا لحياة المواطنين الأبرياء، فهذه الفخاخ المهلكة لا ترحم، ونجاحنا في نزع العديد منها وحماية الناس من شرها في عدة مواقع جعل الناس يتشجعون للإبلاغ عن وجود بعضها، وهذا ساعدنا كثيرا في حصر مخاطر العديد منها إلى حد كبير”.
وهو ما أثنى عليه أيضا النازع هيثم ثابت، من الفريق 19 مسام بقوله “لا يسعنا إلا أن نشكر مسام، هذا المشروع الإنساني الجليل والقائمين عليه كافة والمتعاونين معه، فهذا المشروع الخير إضافة لما يقوم به من مجهودات رائدة في نزع وإتلاف الألغام لا ينفك يمد الفرق بدورات تدريبية مستمرة لتنشيط المعلومات وصقل المهارات وشحن الهمم، حتى تحقق أسرة مسام على الميدان نتائج رائدة ومشرفة، فهذا المشروع ماض بقوة وجدارة ونصب عينيه هدف واحد، يمن بلا ألغام”.