على مدار 6 سنوات من العمل الإنساني الجاد والمثابرة المشهودة والتضحيات الملموسة التي وثقتها الأرقام الدامغة في اليمن، قدم مشروع مسام لتطهير الأضي اليمنية من الألغام نموذجاً يحتذى به في النجاحات على مستوى إدارة أزمة الألغام في اليمن على أرض الواقع، وكذلك على مستوى القيام بحراك إنساني محلي وإقليمي وعالمي، هدفه شد العالم الإنساني لكارثة الألغام في اليمن ودعوته للإنضمام لركب مسام في هذا الكفاح النبيل من أجل حياة آمنة من علب الموت المتفجرة.
وفعلاً مضى مسام على هذا النهج عبر خارطة تحركات وفعاليات ومشاركات وتنظيم ندوات والمشاركة في مؤتمرات، والإنخراط في مناسبات عدة، من أجل إيصال صوت اليمن للعالم وإطلاعهم على حجم الدمار وحجم الهلاك في اليمن بسبب جائحة الألغام، وحجم المسؤولية الإنسانية الملقاة على عاتق الضمير العالمي من أجل حل هذه المعضلة وعودة اليمن آمنا من الألغام بمختلف أشكالها وأنواعها المهلكة للحرث والنسل.
طرق أبواب العالمية عن جدارة
لم يجد مسام بداً من طرق الأبواب المحلية والإقليمية والعالمية، ليظفر بصدى مسموع لملف الألغام في اليمن في الضمير الإنساني العالمي، ولذلك لم يدخر جهداً في تكثيف الفعاليات والمشاركات من أجل هذا الهدف النبيل.
ومؤخراً أقام مكتب حقوق الإنسان بمحافظة مأرب، برعاية مشروع “مسام” لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام “الملتقى الأول لدعم ومناصرة ضحايا الألغام” بالشراكة مع منظمة حماية للتوجه المدني.
وقد سعى الملتقى الذي شارك فيه أكثر من 100 مشارك من حقوقيين ومنظمات مجتمع مدني، إلى بحث آليات الإنصاف للضحايا على المستوى الوطني والدولي وتعزيز المساءلة، إلى جانب ربط العلاقة بين الجهات الفاعلة في دعم ومساندة ضحايا الالغام والدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية.
بالإضافة إلى مناقشة آليات العمل الضامنة لدمج الناجين من ضحايا الالغام من خلال استيعابهم في كافة برامج التدريب والتأهيل وفرص العمل ومشاريع المنظمات الدولية والمحلية، وضمان حقهم في جبر الضرر وإشراكهم في محادثات السلام اليمنية ومكانتهم في أي تسويات سياسية.
من جانبه، أشاد مدير مكتب حقوق الإنسان بمحافظة مأرب، عبدربه جديع، بالدور الإنساني الذي يقدمه مشروع “مسام” في تخليص اليمن واليمنيين من الإرهاب الذي زرعته مليشيا الحوثي الإرهابية تحت الأرض.
كما شارك مشروع مسام في أعمال ندوة الجهود المبذولة في نزع الألغام وتأثيرها على السلام والأمن الإنساني التي تنظمها الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية في مقر الأمم المتحدة في جنيف
وألقى مدير عام مشروع «مسام» الأستاذ أسامة القصيبي، كلمة في الندوة التي يشارك فيها شخصيات تمثل دول ومنظمات دولية وهيئات دبلوماسية في سويسرا.
وقد نصت الندوة إلى تبادل الآراء والخبرات الدولية وتعزيز العمل المشترك على الصعيد الدولي في مجال نزع الألغام، كما تسلط الضوء على الدور المهم لمشروعات وبرامج نزع الألغام في تعزيز الأمن الإنساني ونشر السلام.
كما أحيا مشروع مسام أيضاً يوم المرأة العالمي، حيث شاركت صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء الفيصل بنت عبدالعزيز آل سعود، في مأدبة عشاء أقامه هذا المشروع بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي، في الرياض، بحضور نخبة من سيدات المجتمع ولفيف من الإعلاميات البارزات
وقالت سمو الأميرة هيفاء الفيصل خلال كلمتها على هامش الحفل: “أبارك لمشروع مسام عملهم وأشكرهم، وفي الحقيقة عملهم شيء جبار وإنساني، وفخورة بهم وبعملهم … في يوم المرأة العالمي أشكر كل السيدات العاملات بمشروع مسام، ولا ننسى أيضاً الرجال، لأن عملهم مهم وأتمنى لهم كل التوفيق وأدعي لهم أن يحميهم ربي في عملهم الذي نعلم جميعاً مدى خطورته، وجميعهم في قلوبنا”.
بالإضافة لذلك، أقام مشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام معرضاً للصور في محافظة مأرب، هدف إلى تسليط الضوء على جريمة زراعة وتصنيع الألغام من قبل ميليشيا الحوثي، وتعريف العالم بالانتهاكات الإنسانية التي خلّفتها الألغام بحق المدنيين، وخاصة النساء والأطفال.
كما سعى معرض الصور الخاصة بضحايا الألغام إلى التثقيف والتوعية حول مخاطر الألغام، وحث المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات صارمة لمنع انتشار الألغام وحماية المدنيين، وأقيم بالتزامن مع المؤتمر الأول للأطراف الاصطناعية الذي ينفذه مشروع الأطراف بمحافظة مأرب، بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وأكد وزير الصحة العامة والسكان اليمني الدكتور قاسم بحيبح خلال افتتاح المعرض على الدور الحاسم والكبير للمملكة العربية السعودية مع اليمن في شتى المجالات، مشيراً إلى أن مشروع مسام يعد من أهم المشاريع التي قدمتها المملكة لتأمين حياة اليمنيين من خطر الألغام التي تشكل خطراً على كل كائن حي في جميع الأراضي اليمنية الملوثة بحقول الألغام.
وبمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام، نفذ مشروع مسام حملة توعوية بمخاطر الألغام في محافظتي مأرب وتعز.
وتضمنت الحملة لافتات تحتوي على إرشادات تحذيرية عن خطورة الألغام وعدم العبث بها وأهمية الإبلاغ عن أي أجسام مشبوه إلى جانب التعريف بحجم الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق المدنيين.
واستهدفت الحملة أهم التجمعات السكنية والأسواق الشعبية والشوارع الرئيسة في كل من مدينتي مأرب وتعز.
وقد جاءت هذه الحملة ضمن عدة أنشطة توعوية ينفذها مشروع مسام بهدف رفع الوعي المجتمعي بخطورة الألغام وإبراز الجهود الإنسانية التي تقدمها فرق مسام الهندسية في عدة محافظات يمنية.
ليجمع مسام بذلك على درب مسيرته الإنسانية المتألقة، بين الحراك المحلي والإقليمي والعالمي، إضافة إلى إنجازاته النوعية على الأرض في نزع واتلاف الألغام، مقدما بذلك نموذجا لمشروع إنساني ملهم بإمتياز.