لم يكونوا مجرد أناس آمنوا بقضية وطن، بل كانوا أحلاما تمشي على الأرض.. نازعوا الألغام حتى إستشهد بعضهم، رغم المخاطر الجمة التي تحف مهمتهم الإنسانية هذه في اليمن الشقيق، أقبلوا ولم يدبروا على أداء الواجب الإنساني بكل حزم وعزم.
أسرة مسام كانت تدرك منذ البداية ومنذ أن خطت أقدامم فرقها تراب اليمن، سيكتبون على كفي اليمن حكايات من شقائهم ووفائهم وحتى دمائهم، لكنهم كانوا ولازالوا خط دفاع اليمن الأول في وجه جائحة الألغام.
فوسط هذه الأزمة المحتدمة والمتشعبة التي يعيشها اليمن والتي زادتها الألغام حدة، سقطت الحروف والكلمات وإستقامة الأفعال التي لا تعود إلا مظفرة أو شهيدة، إذ لم تحبط المعوقات عزيمة مسام أو تقف حائلا أمام إنقاذ الأرواح البشرية البريئة في اليمن الشقيق. حيث صمد هذا المشروع الإنساني ولازال في وجه المناخ المتوتر والجغرافيا القاسية والتهديدات الجمة.
ورغم كل الظروف القاسية، أبلت فرق مسام بلاء حسنا في ماراثونها الإنساني في اليمن، حيث تم نزع 263797 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة وتطهير 24.800.280 مترا مربعا من الأراضي اليمنية التي كانت مفخخة بعلب الموت اللعينة.
إن حجم التحدي الذي يواجه مسام في خضم مهمته الإنسانية في اليمن هائل بسبب وجود عدد كبير من الألغام والعبوات الناسفة التي تم زرعتها الميليشيات بشكل عشوائي وهستيري، الأمر الذي يجعل عملية نزعها أو الوصول إليها صعبة للغاية، ومحفوف بالمهالك، علاوة على توتر المناخ الأمني بسبب الحرب.
فلقد حرم قطاع الأحلام وسماسرة الحياة أبناء اليمن من آمالهم وأرزاقهم وسلامهم وأرواحهم دون أن يرف لهم جفن وذلك في سبيل الظفر بحفنة من المكاسب الواهية، وأن دماء الأبرياء التى تريقها الألغام وصمة عار في جبين هذه الميليشيات لن تحمى من ذاكرة التاريخ ولا يمكن محو جرمها أبدا.