مثل منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع الذي يحمل عنوان “استكشاف مستقبل الاستجابة الإنسانية” والذي نظمة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على مدى يومين متتاليين24 و25 من الشهر فبراير 2025، منصة دولية للحوار البناء حول العمل الإنساني ، والتي سلطت الضوء على تجربة مسام الإنسانية في اليمن، كنموذج عمل انساني متكامل على كل الصعد اللوجستية والتقنية والتنظيمية والميدانية والإعلامية، والتى حققت منذ انطلاقتها سنة 2018 م حتى اليوم، نجاحات مؤزة و انجازات قيمة وغير مسبوقة، شدت أنظار العالم إليها و استحقت التقدير والإشادة و الدعم، للإستمرار بعزم وحزم حتى جني ثمار رهانها الإنساني المنشود ” يمن بلا ألغام”.
وفي هذه المناسبة أشاد سمو وزير الخارجية، الأمير فيصل بن فرحان، خلال كلمته، أن المملكة مستمرة في جهودها الرائدة لدعم العمل الإنساني وتعزيز الدبلوماسية الإنسانية، مشيرًا إلى أن المملكة حرصت طيلة تاريخها على مد يد العون والمساعدة للدول والشعوب المحتاجة وإغاثة المنكوبين حول العالم بلا تمييز.
واستعرض سموه حجم المساعدات التي قدمتها المملكة، موضحًا أن إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية التي قدمتها المملكة تجاوزت 133 مليار دولار، واستفاد منها أكثر من 172 دولة.
وأشار إلى المبادرات التي أطلقتها المملكة لدعم الشعوب المتضررة، ومنها الحملة الشعبية لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين التي بلغت تبرعاتها أكثر من 700 مليون ريال، بالإضافة إلى مشروع “مسام” لنزع الألغام في اليمن، الذي أسهم في إزالة أكثر من 482 ألف لغم منذ عام2018
كما أعرب سموه عن تقديره للجهود المبذولة في تنظيم المنتدى، الذي يعكس اهتمام المملكة بتعزيز الحوار حول العمل الإنساني، ومناقشة التحديات المرتبطة به، مثمنًا جهود مشاركة القادة والمانحين والعاملين في المجال الإنساني على ما يبذلونه من جهود في خدمة الإنسانية
وقد أثنى سموه أيضا على تجربة مسام الإنسانية في اليمن، مشيدا بتجربة هذا المشروع الذي نجح في إزالة 430 ألف لغم زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن.
وأوضح بين الأستاذ أسامة القصيبي مدير عام مشروع «مسام» لنزع الألغام – اليمن، قد أعلن أن الفرق الميدانية نزعت منذ انطلاقة المشروع وحتى 21 فبراير الجاري 482.637 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.
وقال القصيبي في بيان له، أن الفرق الهندسية للمشروع نزعت 321.576 ذخيرة غير منفجرة و8196 عبوة ناسفة، و146.134 لغماً مضاداً للدبابات، و6731 لغماً مضاداً للأفراد، وتمكنت حتى الآن من تطهير 65.428.975 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية كانت مفخخة بالألغام والذخائر والعبوات الناسفة
كما اعتبر الوزير، خلال منتدى الرياض الدولي الإنساني، أن المشروع يسهم في تقليل المخاطر والتهديدات على الشعب اليمني، معبرًاعن التزام المملكة بتقديم المساعدة الإنسانية.
وأشار إلى أن جهود المشروع تساعد في إنقاذ الأرواح واستعادة الحياة الطبيعية ودعم التنمية، بما يتماشى مع رؤية المملكة الإنسانية والإقليمية.
إسهام فعال وتقدير واسع
في إطار التقدير الدولي لمساهماته الكبيرة، حظي مشروع “مسام” بتكريم خاص من مكتب حقوق الإنسان في محافظة مأرب، وذلك بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وخلال حفل التكريم، كما أشاد وكيل محافظة مأرب عبدربه مفتاح بالدور الريادي الذي لعبه المشروع في إنقاذ آلاف المدنيين من خطر الألغام، مؤكداً أن المشروع لم يقتصر على إزالة الألغام فقط، بل ساهم في تعزيز الأمن والاستقرار وإعادة الحياة لمناطق واسعة كانت غير صالحة للسكن.
من جهته، أكد مدير مكتب حقوق الإنسان بمأرب، عبدربه جديع، أن مشروع “مسام” أصبح نموذجاً يُحتذى به في مجال نزع الألغام، مشيراً إلى أن الفرق الهندسية التابعة للمشروع تمكنت من تطهير أكثر من 65 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية، وهو إنجاز غير مسبوق في ظل التحديات الأمنية واللوجستية التي تواجه فرق العمل الميدانية.
إنقاذ آلاف اليمنيين من الموت
وفي حديث سابق؛ أكد وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان في الحكومة اليمنية، أحمد عرمان، أن المشروع لعب دورًا بارزًا في إنقاذ آلاف اليمنيين من الموت والإعاقات الناجمة عن الألغام المزروعة في المناطق المحررة.
وأضاف أن المشروع قدم إضافة نوعية لجهود التحالف في اليمن، إذ تعامل بمهنية عالية مع مختلف أنواع الألغام، سواء التقليدية منها أو المطورة، مشيراً إلى أن الرئيس اليمني الدكتور رشاد العليمي منح المشروع وسام الشجاعة، وهو أعلى وسام في الجمهورية، تقديرًا لدوره الإنساني والبطولي في نزع الألغام وحماية المدنيين.
لا يقتصر دور “مسام” على نزع الألغام فحسب، بل يشمل أيضًا التوعية بمخاطرها وتدريب الفرق المحلية على كيفية التعامل مع المتفجرات، مما يضمن استدامة العمل واستمرار الجهود حتى بعد انتهاء المشروع، كما أن المشروع يقدم دعمًا مباشرًا للأسر المتضررة، من خلال إعادة تأهيل المناطق السكنية والزراعية، ما يعزز الاستقرار في المناطق المحررة.
وقد نجح مسام في تحرير مساحات شاسعة من سطوة الألغام ، وأعاد لها الحياة وجدد نشاطها الإقتصادي ، وساهم في عودة العديد من النازحين لديارهم وأنشطتهم الزراعية وغيرها وحرر أيضا مرافق حيوية من أسر الألغام، و أعاد الحركة التعليمية لسابق نشاطها بعد تخليصها من قيود علب الموت المتفجرة ، وزرع واعيا راسخا لدى العديد من الفيئات الإجتماعية بضرورة تجنب الألغام والإبلاغ المسبق عنها، مما حد من عدد ضحاياها، وعزز الأمل لدى اليمنيين بمستقبل آمن من الألغام.