تُعدّ الأراضي الزراعية في الساحل الغربي ومحافظات مأرب وشبوة وتعز، من أكثر المناطق تضرراً بالألغام في اليمن، حيث حولت علب الموت المتفجرة هذه المناطق الخضراء إلى ساحات للموت والخوف، وقد استوطنها القحط لسنوات عدة بعد أن فرضت عليها الألغام سياسة الأرض المحروقة، حتى جاء مدد مسام الإنساني وأعاد ضخ دماء الحياة فيها مجدداً وجعلها تستعيد إلى حد كبير ألق لونها الأخضر المفعم بالحياة.
وقد مكنت جهود مشروع مسام من تأمين 54 مليون متراً مربعاً من الأراضي اليمنية خلال ست سنوات من العمل الإنساني المتواصل، ويشار إلى أن 60% من هذه المساحة، تعتبر مساحات خضراء (مزارع) كانت مصدر دخل أساسي لآلاف الأسر اليمنية، مما يجعل من مهمة إنقاذ هذه الأراضي الخصبة من الألغام على يد مشروع مسام، في غاية الحيوية ليس فقط على المستوى البيئي، وإنما على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
على يد مسام.. مزارع يمنية تتنفس الحياة مجدداً
وبحكم الارتباط الوثيق بين هذه المزارع واستقرار حياة اليمنيين على المستوى الاجتماعي والاقتصادي وحتى البيئي، لم يدخر مشروع مسام جهداً في السعى المتواصل للعمل على تحرير هذه المساحات الخضراء الحيوية من براثم الألغام، حيث تمكن مسام في محافظة شبوة من تأمين مزارع آل السعدي وآل دبوه وهجر كحلان وبيت متاش وآل الاحمر والحمى والمزراب السليم والنقوب وسقى القشوع.
وأما في محافظة مأرب، وأساسا في مديرية حريب غربي مأرب، فقد حرر مسام من قيد الألغام كلاً من مزارع منطقة الصاد وآل عوض وعلي بن أحمد، ومنطقة الهيشه وآل مهدي، ومنطقة الحلوة، وتمكن في مديرية زغوان من تأمين مزارع وادي اسداس، وفي مديرية الوادي من تطهير مزارع منطقة ومناطق المنين والسد.
وقد امتد عطاء مسام الإنساني في هذا الصدد ليصل محافظة الحديدة، حيث أمن المشروع 41 مزرعة في مديرية الخوخة وحيس من أصل 120 مزرعة ملوثة باللغام، ومنها 4 مزارع في وادي الأكبر ومزرعتين في بني زهير ومثلهما في منطقة الربيع ومزرعة في منطقة الشعب، وأخرى في بني ناجي و3 مزارع في منطقة بني قروش، ومزرعتين في منطقة الحنجلة ومزرعة في منطقة بني سالم و3 مزارع في منطقة الحصيب، و5 مزارع في منطقة ضمي و3 مزارع في الحلة.
وفي محافظة تعز أيضاً، أمن مشروع مسام 52% من الأراضي الزراعية الملوثة بالألغام في 18 مديرية، منها مديرية الوازعيه “أكبر معدل إنجاز في تطهير الأراضي الزراعية”، ومديرية المخا، “ثاني أكبر معدل إنجاز”، ومديرية موزع، “ثالث أكبر معدل إنجاز”، ومديرية جبل حبشي “رابع أكبر معدل إنجاز”.
ولم تخل هذه المهام الإنسانية الحيوية من تحديات واجهها مشروع مسام في إطار مضيه في درب رهانه الإنساني في اليمن، وعلى رأسها قرب بعض الأراضي الزراعية من مناطق التماس المباشر، ما أدى إلى بقاء العديد من الأراضي الزراعية ملوثة بالألغام في بقية مديريات محافظة تعز.
وهو واقع يسعى مسام للتعامل معه بمهنية عالية وإنسانية مرهفة حتى يصل باليمن إلى ضفاف التخلص من مستنقعات الألغام المتعطشة للهلاك.