الأخبار

عام من العطاء والتميز، عام محمل بأجمل الذكريات وبأزهى النجاحات، عام قدم فيه أشخاص حياتهم فداء لرسالة نبيلة آمنوا بها،عام مر بسرعة البرق.. من خلاله استطاع العاملون والمتطوعون أن يثبتوا أنهم قادرون على التحليق عالياً في سماء العمل الإنساني.
لقد لعب مشروع مسام دورا هاما في إبعاد شبح الموت عن عديد اليمنيين الذين كانوا هدفا مباشرا للألغام التي غصت بها الأراضي اليمنية حيث زرع الحوثيون ما يزيد عن مليون لغم بطريقة عشوائية تنم عن فرط كرهيتهم لسكان هذه الأرض الطيبة.
لذلك قام مركز سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالإعلان عن إطلاق هذا المشروع الإنساني من أجل تحقيق هدف واحد وهو”يمن دون ألغام” .ولبلوغ الهدف المنشود جند المشروع 400 عنصر زودهم بأحدث الوسائل والأجهزة المتطورة منهم خبراء عالميين ومتخصصين في عمليات نزع الألغام غير المنفجرة وخبراء في تفكيك العبوات الناسفة أختيروا من جميع أنحاء العالم من بينهم بعض الكوادر السعودية ذوي الكفاءة العالية،تم تقسيمهم على 32 فريق.
ووضع القائمون على هذا المشروع أربعة أهداف رئيسية نصب أعينهم وهي تطهير الأراضي اليمنية من كل أنواع الألغام والذخائر والقيام بعمليات التدخل السريعة استجابة للحالات الطارئة علاوة على تدريب ونقل الخبرة إلى بعض الكوادر اليمنية لكي يصبح اليمن بلا ألغام في القريب العاجل وتجهيز بعض الفرق المحلية.
وذكر المدير العام لمشروع مسام السيد أسامة القصيبي أن المملكة العربية السعودية كانت ومازالت تدعم اليمن من خلال عدة مشاريع إنسانية وإغاثية التي بلغت تكلفتها الإجمالية 1.6 مليار دولار وما مشروع مسام إلا عمل من جملة الأعمال التي بعثت في اليمن.
وأردف قائلا “لقد بلغت تكلفة مشروع مسام 40 مليون دولار لمجابهة الإرهاب الحوثي المدعوم من إيران والذي تسبب في كارثة إنسانية إذ أنهم يسعون من وراء تردي الوضع الإنساني لتحقيق مآرب سياسية وتثبيت الإنقلاب وفرض الأمر الواقع.فالقوى الإنقلابية في اليمن دمرت البنية التحتية واستباحت أرواح المدنيين العزل فتسببت في خسائر بشرية كبيرة وإعاقات دائمة خاصة في صفوف النساء والأطفال الذين أذبلتهم يد الغدر الحوثية”.
فهؤلاء المتمردون تفننوا في ابتكار طرق وأساليب جديدة لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا لعل ذلك يشفي غليلهم ويرفع من معنوياتهم التي كدرتها خبرات مسام.فبعد زراعة لغم تحت لغم وصناعة ألغام على شكل ألعاب وجذوع نخل.. هاقد أتى الدور على الإبل لتنضاف إلى قائمة ضحاياهم حيث فخخوها وأرسلوها لتنال من القوات العسكرية.
مسام المبادرة التي أطفأت شمعة عامها الأول مثلت سدا منيعا أمام الإرهاب الحوثي إذ عملت طواقمها على مدار الساعة لإنقاذ حياة الأبرياء من فخاخ الموت المنتشرة في كل مكان وقدمت 19 من خيرة أبنائها فداء لهذه الرسالة التي آمنوا كلهم بها وتحدوا الموت لإيقاف النزيف الحاصل في اليمن.