
خلق البشر بقابلية على تصنيف أنفسهم لمجموعات على ثنائية: نحن وهم. وقد اختلفت قواعد التصنيف من حقبة لأخرى ومن مجتمع لآخر. فاعتمدت على الانتماء لحضارة ما أو الانتماء لدين ما أو الانتماء الطبقي… وها أننا أمام تصنيف يقوم على المذهب.
تصنيف اعتمدته جماعة الحوثي لتعطي لنفسها الحق في محاربة كل فرد لا ينضوي تحت ردائها الطائفي السلالي.
هذه الجماعة لا تحمل رؤية أو هوية سياسية، ولا تمتلك نظما داخلية أو برامج سياسية واضحة ومشروعة، كذلك هي لا تمتلك مطالب محددة ذات طابع وطني إضافة إلى أنها لا تقدم مبررات حقيقية ومقنعة لوجودها أو أسباب رفضها للواقع السياسي.
كل ما سبق يؤكد حقيقة الحوثية كجماعة إرهابية متطرفة أنتجتها مشاريع إمامية تحمل مشروعا طائفيا سلاليا يتبنى نزعة تضليلية تدميرية.
والحوثيون مثل غيرهم من الجماعات الإرهابية وظفوا الخطاب السياسي الديني لتبرير وجودهم وإرهابهم وجرائمهم ضد الشعب اليمني.
وقد تنوعت الجرائم اليومية لميليشيات الحوثي بحق اليمنيين بين النهب المنظم والاختطاف واقتل العمد والتهجير، لكن تبقى الألغام أشدها وطأة وأكثرها فتكا نظرا لأنها تملكت مساحات واسعة من أرض اليمن.
دب الرعب في نفوس المدنيين وفقدوا الأمل في الخلاص من الحوثي وألغامه اللعينة بعد أن قاسمتهم طرقاتهم ومزارعهم ومؤسساتهم وحتى منازلهم.. إذ لم يترك الحوثيون مكانا بمنأى عن هذه الآفة التي كان اليمن في وقت من الأوقات ينتظر الخلاص منها.
لقد صادق اليمن على اتفاقية “أوتاوا” المتعلقة بحظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدميرها، ومع ذلك فميليشيات الإرهاب اخترقت هذه الاتفاقية على نطاق واسع، فأفرطت في زراعة الألغام المضادة للأفراد وكذا المضادة للمركبات وذلك بطريقة عشوائية. لقد تحولت مئات المزارع إلى أراض قاحلة يغزوها التصحر منذ أن هجرها مزارعوها خشية الوقوع ضحية الألغام.
هذه النكبة تسببت بمعاناة غير مسبوقة للشعب اليمني فأحرقت الأخضر واليابس. وحولت حياة اليمنيين إلى جحيم.
في ظل هذا الوضع المتأزم، تجترح فرق مسام الهندسية ملاحم بطولية في معركة تخليص اليمن من الألغام مجددة في كل يوم العهد للشعب ولدماء الشهداء بالاستمرار في النضال لطي صفحة الألغام.
مشروع مسام حل بالأراضي اليمنية لينقذ حياة الملايين ويمكنهم من العودة إلى منازلهم وقراهم سالمين ويطبع مع الحياة من جديد.
منذ أن حط رحاله في تلك الرقعة الجغرافية، لم يتوان المشروع عن رسم الابتسامة على ثغر اليمنيين وفي قلوبهم التي ودعت الخوف إثر تخلص مناطقها من ذاك السفاح. لقد استطاع عاملو مسام منذ نهاية يونيو 2018 ولغاية 2 يوليو الجاري من تطهير 24123141 مترا مربعا من الأراضي اليمنية كانت رهينة شياطين الموت.
كان بالإمكان إخلاء اليمن من الألغام في غضون السنوات الماضية لكن وجود التنظيم الميليشاوي الحوثي أخر تحقيق ذلك لأنه لم يكف يوما عن زرع بذور حقده في دروب اليمنيين حتى غصت الأرض بها.