مع كل فاجعة تحل بأسرة مسام بسبب الألغام في اليمن، بحكم عمل فرقه على أرض مسكونة بالموت الملغوم والغدر المتفجر، تزداد القناعة أكثر فأكثر بمدى نبل هذا المشروع وصدق رسالته الإنسانية ونقاء أيادي أفراده الذين يجمع قلوبهم وقناعاتهم، رابط إنساني قوي، هدفه خير اليمن واليمنيين والتضحية إلى أبعد الحدود من أجل تأمين أهل اليمن من الألغام وإعادة هذا البلد آمنا من علب الموت.
وقد قدم مسام في ماراثونه مع الألغام على مدار 4 سنوات، مثابرات واعدة ونتائج مشرفة وإنجازات تبعث على الفخر والتفاؤل وتغرس اليقين أن نهاية الألغام في اليمن مسألة وقت لا غير، ما دام هناك من يصل الليل بالنهار لإبادة علب الموت وتخليص الناس في اليمن شرها.
فأسرة مسام عازمة على كتابة هزيمة حقيقية في اليمن عنوانها “صفر لغم”، في تلك الأرض التي هاجت وماجت فيها فخاخ الموت المتفجر وكتبت فيها مآسي بلون الدم ورائحة العجز والموت.
فهذه الألغام مصرة على سفك أكبر قدر من دماء الأبرياء بدم بارد، وأسرة مسام عازمة على كسر شوكتها المغروسة في الخاصرة اليمنية واقتلاعها من جذورها، حيث لا تعرف هذه العلب القاتلة التوبة ولا ترحم صغيرا ولا كبيرا يمر بها ولا تفوت فرصة الفتك بالأبرياء.
وقد تلقى مسام خبر انفجار لغم فردي من مخلفات الميليشيات، مما أدى إصابة أحد النازعين بالفريق 26 مسام، في مديرية “الحالي”، بمحافظة الحديدة غربي اليمن، بكثير من الأسف والألم.
فوفق عمليات مشروع مسام، فإن المهندس “محمد سعيد حيمد”، أصيب بجروح وبتر إحدى قدميه، نتيجة انفجار لغم فردي، أثناء قيامه بعملية المسح في منطقة “المسني” بمديرية “الحالي”.
وكلف مدير عام مشروع مسام، الأستاذ أسامة القصيبي، الفريق 26 بمهمة تأمين منطقة المسني مطلع الشهر الحالي وذلك بعد حدوث انفجار لغم بامرأة حامل مما تسبب في بتر قدميها وإجهاض طفلها.
ومنذ بدأ مشروع مسام مهمته الإنسانية في اليمن منتصف العام 2018 قدم المشروع 24 شهيدا و29 جريحا غالبيتهم تعرضوا لإعاقات دائمة.
وتسببت الألغام المزروعة في مناطق واسعة من اليمن في مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى نفوق المئات من المواشي في العديد من المحافظات اليمنية.
ورغم صنيع الألغام البشع وخطورتها ودمويتها، يمضي مشروع مسام بخطى ثابتة نحو هدفه المنشود “يمن بلا ألغام”، وهو يربط على آلام فقد أبناء أخيار من أسرته الكريمة، واعدا إياهم بمواصلة مشوار بدأوه سويا وبتحقيق رهانا تعاهدوا عليه حتى الرمق الأخير” يمن بلا ألغام”.