الأخبار
اليمن بلد يستحق أن يكون دولة قوية مؤثرة له وزن في شبه الجزيرة العربية لا سيما وأنه وريث حضارات غابرة، فسد مأرب شاهد على ذلك، ومملكة سبأ وملكتها بلقيس، التي كانت حاضرة من حواضر العرب الراقية.
لقد كان اليمن أول دولة مدنية في شبه الجزيرة العربية التي كانت تحكمها النزاعات القبلية، لذا من حق هذا الشعب أن ينهض من جديد وأن يعيد أمجاده ويبني الحضارة على أرضه، ومن حقه أن يحلم بتلك الدولة التي تحمي مواطنيها وتصون كرامتهم والتي يعلو فيها صوت القانون. لكن خفافيش الظلام أبت أن يتحقق ذلك بل وعملت على مزيد تأزيم الوضع ونسف ذاك الحلم بفخاخ الموت المتفجر.
فلم يعد خفيا على أحد ما آل إليه الوضع في اليمن بعد أن عصف به الإرهاب المدفون تحت الأرض ورمى به إلى المجهول، فدمرت بناه التحتية وقتلت وشردت أبنائه، وتم نشر الألغام في البر والبحر، في الصحارى والجبال، في المدن والضواحي والقرى، ليكون بذلك الوضع كارثيا حد النخاع.
لقد دفع اليمن ضريبة باهظة بسبب الألغام تمظهرت خاصة من خلال عدد الضحايا من القتلى الذي تجاوز الـ20 ألف مدني عدا الإصابات التي بغلت عشرات الآلاف إما بنيران مباشرة أو بالألغام فضلا عن الأوبئة التي عادت إلى الواجهة وفتكت بالآلاف جراء تدمير الميليشيات للقطاع الصحي بعد تفجير المستشفيات وإلحاق أضرار بمختلف المرافق الحيوية.
فالألغام الأرضية التي تغطي اليمن بإمكانها سلب أرواح المدنيين أو تشويههم، وقد بلغت المشكلة مستوى استثنائيا ولها مردود شنيع في هذا البلد الشقيق، فمعظم الخسائر البشرية وقعت في صفوف المدنيين، حيث وضعت أيادي الإجرام لغما لكل 30 مواطنا يمنيا، وهو أعلى تركيز للألغام في أي دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية.
وعلى الرغم من المطالبات الحقوقية المتكررة لهذه الميليشيات بوقف زرع الألغام إلا أن أنها واصلت جرائمها في هذا الاتجاه منتهكة القوانين الدولية والإنسانية التي تجرم استخدام هذه الآفة في الصراعات المسلحة.
وبشكل شبه يومي يسقط قتلى وجرحى من الأبرياء في عدة مناطق يمنية بفعل العدو الخفي الذي يتمركز بكثافة في الأحياء المدنية والطرقات والأماكن المرتبطة ارتباطا وثيقا بحياة المواطنين، وهو ما استوجب تدخل الشقيقة الكبرى،” المملكة العربية السعودية”، التي رأت أن اليمن يغرق في وحل الحوثي فأبت إلا أن تنتشله منه وتطهره من ذاك الدنس.
فبإرساء مشروع مسام، تمكن اليمن من التخلص من آلاف المتفجرات بالتالي استطاع إنقاذ المئات بل الآلاف من الموت المحقق.
وفي غياب خرائط دالة على مكان هذا الوباء، يعمل مسام اعتمادا على بلاغات المواطنين أو حدوث حوادث انفجار، وهو تماما ما حصل في مديرية ذباب الساحلية، أين تعرض قطيع من الأبقار إلى انفجار لغم ما تسبب في نفوق 4 بقرات، حيث سارع الفريقان 19 و24 مسام عقب الحادثة بفحص موقع الانفجار وتأشير المنطقة بالأعلام الحمراء بالكامل تمهيدا لمسحها وتطهيرها من الألغام.
كما نفذ المشروع عملية إتلاف وتفجير لـ1513 لغم وقذيفة غير منفجرة في نفس المنطقة ليصل عدد عمليات الإتلاف التي نفذتها فرق مسام إلى 43 في الساحل الغربي وإلى 95 للمشروع في اليمن.