نفذ مشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، عملية إتلاف لـ700 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير متفجرة في محافظة مأرب.
وقد شملت عملية الإتلاف التي نفذت في منطقة ذهبان بمديرية حريب، 320 قذيفة غير منفجرة، 200 لغم مضاد للدبابات، 49 عبوة ناسفة مموهة، بالإضافة إلى 32 لغم مضاد للأفراد و100 فيوز وكبسولة.
وتعتبر عملية الإتلاف هذه، الثانية خلال شهر أكتوبر في محافظة مأرب والعملية رقم 190 لمشروع مسام في اليمن.
مأرب.. تأثيرات كبيرة للألغام
والجدير بالذكر أن محافظة مأرب هي إحدى المحافظات في اليمن وتقع في شمال شرق البلاد وتبلغ مساحتها 17 الف كيلو متراً مربعاً، وتعتبر واحدة من أكبر المحافظات من حيث المساحة، وكذلك الهامة من الناحية الثقافية التاريخية والاقتصادية، وهي العاصمة الإدارية للمحافظة.
وعلى قدر أهمية هذه المحافظة، تعيق الألغام في اليمن الحياة برمتها في هذه المنطقة على وجه المثال لا الحصر، حيث تعاني مأرب من مشكلة كبيرة تتعلق بهذه العلب القاتلة، وقد قامت ميليشيا الحوثي بزراعة الألغام والعبوات الناسفة في مناطق متعددة في هذه المحافظة، مما أثر بشكل كبيرعلى حياة السكان المحليين فيها على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بشكل ملحوظ.
فمن الناحية الاقتصادية، تعوق الألغام التنمية الاقتصادية في مأرب، حيث تمنع هذه العلب الملغومة الوصول إلى الأراضي الزراعية والمواقع الاستراتيجية والموارد الطبيعية، كما تؤدي إلى تراجع الإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية وتعرقل جهود إعادة الإعمار والتنمية، وخاصة في مديريات الوادي وحريب ومجزر ورغوان وصرواح والجدعان وغيرها.
تهدد سلامتهم وسلامة أطفالهم
ومن الناحية الاجتماعية، تؤثر الألغام بشكل كبير على حياة السكان المحليين، فهي تهدد سلامتهم وسلامة أطفالهم وتعرضهم لخطر الإصابة والإعاقة، وتؤدي الألغام أيضًا إلى نزوح السكان وتفريق الأسر وتدمير البنية التحتية للمدن والقرى.
أما من الناحية الثقافية، فتؤثر الألغام على التراث الثقافي والآثار التاريخية في مأرب، فالمواقع الأثرية والمعالم التاريخية تتعرض للتدمير أو التلويث جراء الألغام، مما يؤثر على الهوية الثقافية والتاريخية للمنطقة.
وبالنسبة لعدد سكان محافظة مأرب، فإن الأرقام تختلف وفقا لحركة السكان، فبناء على التقديرات الأخيرة يقدر عدد السكان مأرب 300 ألف نسمة، بالإضافة إلى 2 مليون من المجتمع المضيف ويقصد به النازحين الوافدين إلى المحافظة بسبب الحرب، وهؤلاء يعيشون تحت تأثيرات الألغام على الصعيد الاإقتصادي والثقافي والإجتماعي إلى حد كبير، وكذلك تهدد هذه الألغام سلامتهم الصحية من خلال االحوادث الملغومة، مما يخلف عدد كبيرا من القتلى والمصابين بهذه العلب المهلكة.