الحياة بما تحمله من أوجاع وما تلقيه علينا من مشاكل وما تغرقنا به من هموم، تجعل البعض متشائما للأسف.. فهي لا تسير على حال واحدة.. ولكن رغم رحم الأحزان يولد الأمل والتفاؤل.
فالأمل هو النافذة الصغيرة التي مهما صغر حجمها فإنها تفتح آفاقا واسعة في الحياة. فهو سر الحياة، من عرفه سعد ولو فقد كل شيء ومن فقده هلك ولوامتلك كل شيء.
الأمل الذي نتحدث عنه هو ذاك الشعور الذي زرعته فرق مسام الهندسية في نفوس اليمنيين.
جهود ضخمة يبذلها مشروع مسام لإزالة وتفكيك الألغام التي توسعت الميليشيات الحوثية الإرهابية في زراعتها على مدار الفترات الماضية بما شكل استهدافا خبيثا للسكان.
المشروع السعودي كشف في بيان له عن نزع ما يفوق 263 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة منذ نهاية يونيو 2018 وحتى الآن.
هذه الجهود تحمل أهمية بالغة فيما يتعلق بمواجهة التوسع الحوثي في زراعة الألغام التي تمثل تهديدا لحياة أبناء اليمن عل صعيد واسع خاصة وأنه بالكاد توجد منطقة تخلو من هذا الداء الحوثي.
لقد بات هذا المشروع شريان حياة لسكان اليمن، إذ يبعث فيهم الأمل في إمكانية استعادة وطنهم وحياتهم. فحيث تخطو أقدام فرق مسام يحل الأمن وترسم البسمة على وجون الأهالي.
تلك الوجوه الكالحة التي أرهقتها الأعمال الإجرامية التي ترتكبها جماعة الحوثي والتي تنوعت بين قنص واإختطاف وتجنيد وتشريد وتجويع عدا عن القتل والتفجير والتفخيخ.
هذا المد الحوثي لم يجد من يردعه ويتصدى له غير مشروع مسام الذي يثابر ويضحي ليجنب اليمنيين هول الخسائر التي سيتكبدونها لو ظل ذاك القاتل كامنا في جوف أرضهم.
فمسام جعل نصب عينيه هدفا إنسانيا يعيد لليمن روحه ليخرج الأمل من قلب الألم الذي أصاب هذا البلد المسكين بحالة الحزن حتى توشح بالسواد. فرائحةالموت تنبعث من كل زاوية منه وأصوات الإنفجارات تزلزل الصدور وتشتت الأذهان.
وتشكل حقول الألغام التي خلفتها الميليشيات الإرهابية في المناطق المحررة كابوسا يؤرق أبناء اليمن. إذ لا يكاد يمر يوم دون وقوع ضحايا مدنيين، وللإشارة فإن هذا الإرث اللعين تسبب في وقوع الضحايا أكثر من الإشتباكات.
ولاتزال مختلف المناطق شاهدة على حوادث إنفجارات الألغام التي مزقت أجساد الأبرياء وحولتها إلى قطع لحم يصعب جمعها مخلفة بذلك قصصا مأساوية لمعاناة ستظل تعايشها أسر الضحايا، لن يتمكن الزمن محوها.
وفي ظل غياب خرائط يستدل بها على مكان هذه العلب، تبقى عملية البحث عنها مضنية وتعتمد في غالبها إما على التنبؤ بها مع وقوع حوادث إنفجار قريبة وإما بناء على إرشادات المواطنين.
بسبب الإنقلاب، تمكن هذا الفصيل من العبث باليمن شعبا وأرضا فتفنن في زراعة الموت حتى بات من أشهر الجماعات في هذا المجال. ولم يعد للذات البشرية أي قيمة في قاموس أفراده. فالنفس الإجرامي استشرى في نفوسهم كالنار في الهشيم إلى أن صار طبعا لا يمكنهم التخلي عنه، تحولوا على إثره إلى وحوش آدمية تنهش كل من يعترض طريقها أوتخامره فكرة معارضتهم.
بعد ما يقارب السبع سنوات، يستطيع أي باحث متجرد متابع للشأن اليمني أن يؤكد أن جماعة الحوثي ماهي إلا أداة قتل وتدمير ولا تحمل أي مشروع تدافع عنه عدا مشروع خلق الفوضى.