الأخبار
حينما تنتشر الألغام في منطقة ما بطريقة عشوائية، يصبح غطاؤها المتفجر وكأنه يد خانقة تقبض على عصب الحياة في تلك المنطقة المنكوبة بفخاخها المتفجرة المهلكة، فتسلبها تلك الألغام الحركة والنشاط ويفر منها الناس إلى أبعد مكان آمن باحثين عن السلامة من شرها، فتصبح تلك المنطقة الملغومة معزولة وغير قابلة للحياة، وكأنها من كوكب آخر غير الأرض، وهذا حال مناطق عدة في اليمن الشقيق المسكون بوباء الألغام.
ولعل محافظة تعز هي أحد الأمثلة المعبرة على عربدة الألغام في اليمن، والتي ترزح تحت سياط فخاخ الموت المتفجر وتنازع من أجل الحياة مجددا، وهو ما جعل فرق مسام تهب إليها لإغاثتها في محنتها مع الألغام وضخ أسباب الحياة فيها مجددا من خلال تخليصها من محنة هذا الإرهاب المدفون تحت الأرض.
وفي هذا السياق، أكد قائد الفريق 23 مسام، المهندس عبده إبراهيم أن فريقه تمكن من نزع وإتلاف أكثر من 3 آلاف لغم وعبوة ناسفة من 20 حقل، ومنطقة ملغومة في مديرية ذباب بمحافظة تعز، حيث استطاع فريقه منذ التحاقه بمشروع مسام من تأمين 13 منطقة سكنية كانت ميليشيا الحوثي قد زرعت الألغام فيها في منازل المواطنين ومدارسهم وممرات طرقهمومزارعهم، بشكل كثيف وعشوائي.
كما أشار المهندس عبده أن مشروع مسام من خلال الفرق التابعة له في محافظة تعز وتحديداً في مديريات، موزع والوازعية وذباب، ساهمت بشكل كبير وملموس في تطبيع الحياة في تلك المناطق، وإنقاذ المواطنين من حقول الموت المزروعة بالطرق، التي تسببت في سقوط المئات من المواطنين جلهم من النساء والأطفال.
وحاليا يعكف الفريق 23 مسام على تأمين الحقل 13 بمنطقة العرجوش، بمديرية ذباب، وقد تمكن الفريق من تأمين 75% من مساحة الحقل الإجمالية التي تعادل 140.000 متر مربع، وحيث تم نزع 78 لغما مضاد للآليات.
وحرصا على سلامة فرقها والحفاظ المستمر على معاني الدقة والجودة في عطائها الإنساني، نفذ خبراء مشروع مسام، زيارة تفقدية للفريق 23 لمتابعة سير العمل وضبط ومعرفة مستوى الإنجاز ومدى الالتزام بمعايير السلامة الدولية.
وخلال الزيارة نفذ فريق الخبراء عملية إتلاف للغم أرضي بطريقة تيجيت 500، نظراً لخطورة نزعه بالطرق التقليدية.
وبهذا الايقاع من العطاء والتفاني في العمل الإنساني، حقق مسام لمديرية ذباب، متنفسا كبيرا ومساحة واعدة من الأمل في غد أفضل للحياة فيه مراتع خصبة، بعد تطهيرها كليا من الألغام في الأفق القريب.