الأخبار
ببعض أسلاك من حديد صنع الطفل اليمني النازح محمد قصة إنسانية مدوية وحاك ملامحها بطريقة مؤثرة هزت مواقع التواصل الاجتماعي وتداعت لها الأفئدة إلى حد كبير، ووضع فيها مسام بصمته الإنسانية بوضوح كما عهده ومازال الشارع اليمني.
قصة الطفل النازح محمد الذي يتواجد مع أسرته حاليا بمحافظة مأرب، بدأت بانتباه صحفي يمني لنظارة حديدية يلبسها هذا الغر مصنوعة من أسلاك ببصمته الطفولية الواضحة.
ورغم بساطتها إلا أنها استحوذت على انتباه هذا الإعلامي الذي طلب من محمد أن يعيرها له، لكنه قبل بشرط أن يشتري له ملابس العيد هو وصحبه في مخيم النزوح.
ومن هنا بدأت رحلة النظارة الحديدية ذات البعد الإنساني التي جعلت الآلاف يبصرون عن كثب واقع الطفل اليمني عامة الشغوف بالحياة.
ودخلت هذه النظارة البسيطة مواقع التواصل الاجتماعي بصورة لها والإعلان عن مزاد يدعم صوتها الإنساني، فكانت الاستجابة كبيرة والتعاطف أكبر والتقدير جسيم، وكان مشروع مسام سباق ورائد في هذا الماراثون الإنساني.
وقد شارك مسام في المزاد واشترى هذه النظارة بمليونين و500 ألف ريال يمني، منتصرة لصوت الإنسانية، حيث دخل مدير عام مشروع مسام السيد أسامة القصيبي هذا المزاد لإعلاء صوت الإنسانية والتأكيد على تمسك مسام بهذه الرسالة النبيلة وتنبيها لها بكل وفاء وعطاء، وهو ما بينه السيد أسامة القصيبي بقوله “لقد دخلت مزاد نظارة الطفل النازح محمد باسم مشروع مسام واشتريتها باسم هذا المشروع الإنساني، فالهدف من هذه المزايدة إنساني بحت ويضاف إلى رصيد هذا المشروع الذي حل على اليمنيين كفسحة أمل ومتنفسا للعطاء من أجل خير الآخر”.
وأضاف القصيبي “إن دخولنا لهذا المزاد كان رهانه الأول والأخير الإنسان اليمني، والتأكيد على الاستجابة لصوته والسعي إلى مد يد العون له، فهذا الشقيق الجار تربطنا به روابط عدة وعلى رأسها الرابط الإنساني الذي هو محرك أداء وعطاء مسام على الأراضي اليمنية”.
واليوم يتجه مسام محملا بالمعايدة التي تمناها الطفل النازح محمد وبالمبلغ المالي الذي حصدته نظارته الإنسانية وبهالة أمل وفرحة كبيرة ستشمل محمد وعائلته ومخيمه وكل يمني بات يجد لصوته صدى مدويا ومؤثرا، فصوت الإنسانية سيبقى عابرا ومعبرا وتقديره بلا شك معتبرا.