بالقدر الذي كانت الألغام الحوثية وسيلة لترحيل مئات السكان من منازلهم ومناطقهم وتجمعاتهم المدنية، فإنها كانت أيضا سببا في عدم عودة النازحين إلى مناطقهم.
وقد زرعها الحوثيون أيضا في الطرقات العامة وأبواب المنازل واستخدمت الألغام في تفخيخ عدد من المنشئات العامة والخاصة والجسور، بالإضافة إلى زراعتها للألغام الفردية في مزارع وحقول السكان، كما تمت زراعة الألغام المضادة للمركبات بطريقة عشوائية وبدون خرائط توضح أماكن زرعها.
حينها جاء مشروع مسام في منتصف عام 2018 منقذا لحياة الملايين من أبناء اليمن وتمكينهم من العودة إلى منازلهم ومزارعهم سالمين وتطبيع الحياة من جديد للكثير من القرى والمناطق اليمنية.
وخلال ثلاث سنوات لم يمر يوما في مشوار مسام الإنساني إلا وزرع فيه الابتسامة في قلوب الآلاف من أطفال ونساء وشباب اليمن، وأعاد الحياة إلى العديد من القرى والمناطق اليمنية، التي عانت لسنوات من ويلات الألغام، وذاقت مُرها.
قرية السيلة السوداء التابعة لمديرية المخا، بمحافظة تعز، عانت من الألغام ومخلفات الحرب أشد المعاناة، حيث تسببت الألغام في مقتل وإصابة العشرات من أبناء القرية، ونفقت أيضا العشرات من مواشيهم، بسبب الألغام المضادة للأفراد والألغام الأرضية المضادة للدروع.
وعن دور مسام في إعادة الحياة إلى قرية السيلة، يقول المهندس عثمان الجهوري قائد الفريق 20 مسام: انتزع الفريق 5 ألغام كانت بمحيط بئر المياه الوحيد في القرية، ليتمكن المواطنين من الانتفاع به مجددا، دون خوف من حدوث انفجار بهم”.
ويواصل حديثة قائلا: طهر الفريق 20 مسام قرية السيلة السوداء من الألغام، حيث قام مؤخراً بنزع 11 لغما مضادا للأفراد من محيط المنازل، وتمكن من تطهير الأراضي الزراعية، لتعود الحياة الفرحة معا إلى أبناء القرية.
فرحة أطفال القرية أيضا كانت مختلفة حيث كانوا يركضون في أنحاء القرية ابتهاجا بتأمينها من الألغام، وكانت أيضا فرحة المزارعين بعودتهم إلى مزارعهم، وإعادة زراعتها كبيرة جدا، فالزراعة تعد مصدر دخلهم الأساسي الذي يقتاتون منه.