الأخبار
عانت مديرية بيحان من داء الألغام وعرفت قصصا دموية لن ينساها أهلها مع فخاخ الموت المتفجر، حيث حالت الألغام بين الناس ومصادر رزقهم، وبين الطلاب ومدارسهم وجامعاتهم وشتت المجتمع هناك وفرقت شمل الأحبة وحطمت أحلاما عدة وأحبطت آمالا في مهدها.
وظلت بيحان في هذا الوضع المأساوي تتخبط في معاناتها، حتى حل مسام في تلك البقاع المنكوبة بالإرهاب المدفون تحت الأرض، ليبدأ مشوار العطاء في غرس بذور الحياة مجددا في تلك الربوع، حتى أتت بذور الحياة أكلها اليوم، وبدأت بيحان تتحلل من داء الألغام وتسلك طريقها نحو التعافي التام منه.
وقد بين نائب قائد الفريق 4 مسام أن مديرية بيحان بمحافظة شبوة كانت منطقة موبوءة بالألغام، حيث تعمد الحوثيون زراعة الألغام فيها، بشكل كثيف مستخدمين حيلا وطرقا مختلفة في بذرهم لفخاخ الموت، وتمويهها حتى يصعب على المواطن البسيط كشفها أو التنبؤ بمكان طمرها.
وقال المهندس حسين باراس في تصريح خاص بمكتب مسام الإعلامي إن فرق مسام الهندسية العاملة في محافظة شبوة تمكنت خلال العامين الماضيين من إبعاد المواطنين عن خطر الألغام، وتأمين حياتهم من الألغام المزروعة في منازلهم، ومزارعهم، وممرات طرقهم وكل الأماكن الخاصة بتجمعات المدنيين.
كما أضاف باراس أن فريقه يعكف حاليا على تطهير منطقة الجزيعة، بجبل الدكام في مديرية بيحان لتأمينها من الألغام، منوها بأن الحوثيين أسرفوا في هذه المنطقة بزراعة الألغام الفردية، وهي بحسب قوله الأكثر خطرا على المدنيين.
وقد تم حتى اليوم تطهير 1600 مترا مربعا من مساحة المنطقة، حيث يبذل الفريق 4مسام جهودا كبيرة لاستكمال تأمين منطقة جزيعة، وجبل دكام بشكل كامل، حيث بين باراس أن معنويات النازعين عالية، وكلهم حماس، وعزيمة لتحقيق هدفهم الإنساني وإبعاد المواطنين من خطر الألغام بشكل نهائي.
من جهته، أكد النحال محمد صالح، وهو أحد أبناء منطقة الجزيعة أن منطقتهم كانت مزروعة بالألغام، وكان المواطنون يعيشون في رعب، حيث أمعن الحوثيين في زراعة الألغام بشكل عشوائي وفي مناطق مختلفة، مما تسبب في سقوط عدد من الضحايا في صفوف المدنيين.
كما أثنى في تصريح خاص بمكتب مسام الإعلامي أن مشروع مسام بذل جهودا كبيرة، حيث تمكن خلال الفترة الماضية من تطهير عدد من الحقول، والمناطق الملغومة، وكان له الفضل في تطبيع الحياة وإعادة الأمل للمدنيين في حياة آمنة بعد أن ظل الخوف من شبح الألغام مسيطرا على المنطقة بشكل كبير.
فبفضل جهود مسام بدأت الحياة تستعيد نبضها وبريقها ووهجها في بيحان، التي مضى ومازال يمضي بها مسام نحو ضفاف آمنة لا مكان فيها للألغام، وهو حلم كل يمني، وهو الحلم الذي يبذل من أجله مسام قصارى جهده ويصارع الزمن من أجل تحقيقه في وقت قياسي وبكفاءة عالية.