الأخبار

لا شيء فيه يريد أن يكبر غير الانقلاب والفساد والبؤس وبرك الدم والكراهية ورقعة الفقر. فئة قليلة من اليمنيين “تملشنت” وتبعت أفكار قيادات قبلية وسياسية غير مؤهلة لتكسر جميع القواعد. كما أنها تخلت عن وظيفتها في حماية سيادة بلدها وكرامته وصارت بحجم المصالح الصغيرة التي تحميها وسهلت تدميره.
لأن كل شيء جميل في اليمن يضمحل ويتبخر، ولأن الحوثي لن يستطيع أن يكبر إلا بتحطيم الآخر دون قدرة على خلق شروط النمو والتطور الحقيقي. اليمن يصغر بالانقلاب وانتهاكاته التي تكبر نيابة عنه ومعها معادلاته الموضوعية وخاصة الكراهية والبؤس اللذان يؤسسان لمستقبل مظلم، يصغر بالإرهاب الذي يولد مفهوما للوطن بحجم عباءة المفتي… يصغر بدعاوي الحق الإلهي في الحكم التي تؤسس لمجتمع عصابات عوضا عن وطن.
لأن كل شيء جميل في اليمن يضمحل ويتبخر، ولأن الحوثي لن يستطيع أن يكبر إلا بتحطيم الآخر دون قدرة على خلق شروط النمو والتطور الحقيقي. اليمن يصغر بالانقلاب وانتهاكاته التي تكبر نيابة عنه ومعها معادلاته الموضوعية وخاصة الكراهية والبؤس اللذان يؤسسان لمستقبل مظلم، يصغر بالإرهاب الذي يولد مفهوما للوطن بحجم عباءة المفتي… يصغر بدعاوي الحق الإلهي في الحكم التي تؤسس لمجتمع عصابات عوضا عن وطن.
كما لم تسلم مناطق الرعي بدورها من هذه الآفة حيث وقع تفخيخها مما جعل البدو فريسة سهلة لهذا القاتل المستتر. كما حول الحوثيون الصحراء إلى حقول ألغام فصارت تتصيد الإنسان والحيوان على حد السواء.
لقد غطت علب الموت اليمن بشكل عام ولم تستثن محافظة الجوف من هذه الكارثة، حيث أكدت السلطات المحلية في هذه المحافظة، أن المحافظة تواجه وضعا كارثيا جراء تلوثها بالألغام.
وهو ما دعمه عبد الهادي العصار، مدير مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الجوف، بقوله أن المحافظة تمر بوضع كارثي بسبب زراعة الحوثيين للألغام بكثافة في مناطق واسعة من المحافظة، فعظم الأراضي ملوثة بالعلب المتفجرة، إذ عمد الانقلابيون خلال السنوات الماضية إلى زراعة حقول واسعة من الألغام بشكل عشوائي علاوة على نثرها في الطرقات والمباني الحكومية والمدارس والمزارع ومناطق تحركات المواطنين.
سيعاني اليمن كثيرا بسبب الألغام الرابضة في مساحات شاسعة من هذا البلد المسكين. لكن سيتحرر من الأصفاد التي أدمته وسيتمكن من تخطي محنته وسيلفظ من تسبب في تلويث أرضه بفضل مجهودات الفرق الميدانية لمشروع مسام وعملها الدؤوب الذي انطلق في الربوع اليمنية المحررة ليكون العاضد لهذا الشعب والساعد لتحقيق إنجازات إنسانية على أرض اليمن.
وفعلا تحققت إنجازات جد إيجابية، الأمر الذي أثلج صدور اليمنيين، فبعد أن كان الأهالي يواجهون الموت ويترقبون موعده بعجز وخوف، وصلت فرق مسام الهندسية لتنتشلهم من واقع البؤس والمعاناة الذي عاشوه وتبعث الأمل من جديد بإبعادهم عن خطر الألغام.
وقد نفذ مسام مؤخرا عملية إتلاف وتفجير لـ865 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة في مديرية باب المندب بالساحل الغربي، وهي حصيلة ما تم نزعه من عدة مناطق ومديريات أهمها مديرية المخا وموزع وكذا منطقة كهبوب والحنيشية وعزان والعمري وغيرها التي تنتشر فيها فرق المشروع.
تبذل فرق مسام جهودا كبيرة في سبيل إبعاد اليمنيين عن خطر الألغام وتأمين حياتهم وتمكينهم من العودة إلى مناطقهم وممارسة أعمالهم بأمان غير مبالية بالمخاطر التي تحف هذا العمل، يحركها فقط واجبها الإنساني تجاه هؤلاء الأبرياء الذين باتوا هدفا لسلاح الحوثيين الغادر.