الأخبار
في اليمن من لم يمت بالألغام عاش معاقاً مبتورة قدماه أو إحداهما، والآخر ترك منزله وقريته وغادر بحثاً عن مكان آمن يعيش فيه بعيداً عن الخوف، والبعض الآخر ترك مزرعته ومصدر رزقه ليبحث عن مصدر رزق آخر يستطيع الحصول عليه دون رعب وخوف.
وفي سبيل هؤلاء وتخفيف معاناتهم وتمكينهم من العودة إلى منازلهم ومزارعهم يواصل مشروع مسام مسيرة عطائه الإنساني بوتيرة عالية وجهود متواصلة لتوفير بيئة آمنة للمدنيين من خلال 32 فريق هندسي موزعين في تسع محافظات يمنية ابتداء من اليتمة بمحافظة الجوف وحتى الدريهمي بالساحل الغربي.
ففي محافظة تعز، التي تعد ثاني أكبر محافظات اليمن من حيث زراعة الألغام وعدد الضحايا التي خلفتها، يقدم مشروع مسام جهودا إنسانية كبيرة بهدف الحد من عدد الضحايا من خلال تطهير المناطق الملغومة وتأمين السكان المحليين في مساكنهم ومصادر عيشهم.
وفي منطقة العجبة بمديرية موزع بتعز، تمكن الفريق 21 مسام خلال شهري نوفمبر وديسمبر من تأمين 15 ألف متر مربع، نزع الفريق منها أكثر من 123 لغم مضاد للأفراد و46 لغم مضاد للدبابات و26 عبوة ناسفة.
وفي تصريح خاص بمكتب مسام الإعلامي، أكد قائد الفريق 21 مسام المهندس عبدالله شعفل أن فريقه تمكن من فتح العديد من الطرقات الرئيسية والفرعية التي تربط قرى ومناطق مديرية موزع ببعضها بعد أن كانت مقطوعة لفترة طويلة بسبب الألغام.
وفي منطقة البوكرة، وهي أيضا من مناطق مديرية موزع، أكد نائب قائد الفريق 22 مسام المهندس محمد الشرعبي أن الفريق 22 مسام تمكن من تأمين أكثر من 18 ألف متر مربع خلال الشهرين الماضيين.
وقال الشرعبي إن فريقه نزع عشرات الألغام الفردية والمضادة للدروع وعدد من العبوات الناسفة من منطقة البوكرة كانت مزروعة في منازل ومزارع المواطنين وتشكل تهديدا كبير على حياتهم.
وأضاف المهندس الشرعبي أن فريقه تمكن من نزع لغمين مضادين للأفراد من داخل مطبخ منزل سكني، وهو ما يؤكد بحسب قوله على العشوائية التي زرعت بها الألغام.
وتعد الجهود التي تقدمها الفِرَق الهندسية لمشروع مسام دروسا في الإيثار والتضحية والشجاعة والإنسانية، إذ تُعرض حياتها للخطر وتضعها كل يوم على المحك، من أجل حماية المواطنين في اليمن من خطر الألغام والعبوات الناسفة التي حصدت كثيرا من أرواح المدنيين.