يستمر مكتب مسام الإعلامي عبر سلسة تقارير إنسانية في نقل جرائم الألغام بحق رعاة الأغنام باليمن بشكل عام، ومديريات الساحل الغربي بشكل خاص وما أحدثته الألغام من مآسي بحق المدنيين الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بحقول الموت الحوثية المنتشرة في المناطق السكنية والأراضي الزراعية والطرقات العامة وكل ماله علاقة بحياة المدنيين ومعيشتهم اليومية.
العشرات بل المئات من العاملين في مهنة رعي الأغنام بالمناطق الملغومة باليمن سقطوا ما بين قتيل ومعاق بعد أن وقعوا في شراك الألغام.
الحاج محرم زيد، أحد أبناء منطقة العمري التابعة لمديرية ذباب، سقط ضحية عبوة ناسفة مموهة صنعتها الميليشيات على شكل حجر صغير أثناء قيامه بعمله في رعي الأغنام.
يصف الحاج زيد الحادثة بقوله خلال ما كنت أجمع الأغنام أخذت حجرا من الأرض بغرض رميها على القطيع لتوجيهها والتحكم في مسارها، وبمجرد أخذ الحجر انفجرت بي لتأخذ يدي اليمنى، فهي لم تكن حجرا كما اعتقدت، بل كانت عبوة ناسفة على شكل حجرة صغيرة.
وعن المعاناة التي يعيشها الحاج محرم، يقول: كنت أعمل في رعي الأغنام، وجمع الحطب ثم الذهاب لبيعه في سوق القرية، وبثمن الحطب أشتري متطلبات أسرتي من مواد أساسية، الآن لم أعد أقدر على عمل شيء كما في السابق، فسقاية الغنم من البئر التي كنت أقوم بها بكل سهولة لا أقدر عليها الآن.
يؤكد الحاج محرم أن الألغام لم تتسبب فقط في إعاقته وبتر يده، بل إنها تسببت في تدهور حالته المعيشية وخسر بسببها 40 رأسا من أغنامه، حيث كان يملك قبل الإصابة بالألغام خمسون رأس من الأغنام، واليوم لم يتبق له سوى 10 فقط يعتمد في رعيها على نجله الذي لم يتجاوز عمره الثامنة.
ويختم حديثه بالقول: زراعة الألغام عمل إجرامي، فهي تستهدف المزارعين، ورعاة الأغنام، وتأخذ حياتهم لذا أتمنى أن يتم تطهير المنطقة من الألغام بشكل كامل لكي يمشي الجميع في أمان، وحتى لا يسقط بسببها ضحايا آخرين.