الأخبار
حولت الألغام الحوثية مساحات واسعة من مزارع المواطنين في مديرية مدغل إلى حقول موت تحصد أرواح الأبرياء، كما منعت المزارعين من استصلاح أراضيهم أو حصد ثمارهم.
وعلى الرغم من اعتماد السكان المحليين في مديرية مدغل على الزراعة كمصدر دخل أساسي لإعالة أسرهم، إلا أن الألغام أجبرت أغلب المزارعين إلى ترك مزارعهم عرضة للتصحر، مع رفض مالكي الجرارات حراثة أراض مملوءة بالألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الحوثيين، خصوصا بعد وقوع حوادث انفجار ألغام عدة، أودت بحياة العاملين عليها أو المارين بالقرب منها.
ولتطبيع الحياة وتامين المدنيين وتمكينهم من العودة إلى مزارعهم تواصل الفرق الهندسية لمشروع مسام مهمتها الإنسانية في تأمين حياة المدنيين في مساكنهم ومزارعهم وممرات طرقهم ومدارس أطفالهم.
وفي تصريح خاص بالمكتب الإعلامي لمشروع مسام أكد العقيد، صالح طريق قائد الفريق 11 مسام المتواجد حاليا في قرية الطريف بمديرية مدغل أن جماعة الحوثي زرعت الألغام والعبوات الناسفة بمختلف أشكالها في المناطق الزراعية بكميات مهولة تسببت في حرمان الأهالي من زراعة أرضهم لأكثر من خمسة أعوام.
وقال طريق إن الحقل الذي نعمل حاليا على تطهيره هنا تزيد مساحته عن 5 كيلو مترات، ويمتد من منطقة الطريق إلى منطقة الحاني تمكنا إلى الآن من تأمين 50% من مساحة الحقل.
وأضاف طريق أن فريقه تمكن منذ بداء العمل في مشروع مسام من تطهير وتأمين 12 حقل ومنطقة ملغومة في عدد من المناطق بمحافظتي مأرب والجوف واستطاع فريقه من نزع أكثر من 4 آلاف لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة من تلك الحقول.
ولفت طريق إلى أن جميع المناطق التي عمل فريقه فيها هي مناطق حيوية مرتبطة بحياة المدنيين بشكل أساسي، كونها تشمل أحياء سكنية وأراضي زراعية وآبار مياه ومدارس الطلاب وممرات طرقهم.
وأضاف قائد الفريق 11 مسام العقيد طريق أنه على الرغم من صعوبة عملنا في تحديد المناطق الملغومة بسبب الزرع العشوائي وعدم وجود خرائط ومعالم تدل عليها إلا أننا نعمل بكل جهد في تجنيب المدنيين مخاطر الألغام بقدر الإمكان.
ودعاء العقيد طريق المدنيين إلى تجنب العبث بأي أجسام مشبوهة وعدم إخفاء أي معلومات تتعلق بالمناطق الملغومة وإبلاغ الفريق عن أي معالم تدل عليها حرصاً على سلامتهم.
من جانبه، أكد الشيخ محمد ناجي الأعرج، وهو أحد أعيان مديرية مدغل أن جماعة الحوثي فجرت 18 منزلا في المديرية ومارست جريمة بشعة بحق أبنائها وحاربتهم في مزارعهم ومنازلهم وممتلكاتهم ومصادر رزقهم.
وأكد الأعرج في تصريح خاص لمكتب مسام الإعلامي أن الحوثيين حولوا المديرية إلى حقل ألغام، حيث قاموا بتفخيخ المنازل والطرقات والمزارع وآبار المياه بكميات مهولة من الألغام والعبوات الناسفة.
وأشار الشيخ الأعرج إلى أن الألغام تسببت في سقوط العشرات من الضحايا أغلبهم نساء وأطفال، كما تسببت في إعاقة المواطنين من العودة إلى مزارعهم لأكثر من خمسة أعوام، وهو ما ضاعف من معاناة أبناء المنطقة كون الزراعة هي المصدر الأساسي لإعاشة أسرهم.
وعن الجهود التي يقدمها المشروع السعودي مسام، أشاد الشيخ الأعرج بالدور الكبير الذي بذلته فرق مسام لنزع الألغام والذي كان لها الفضل في تطبيع الحياة وتمكين المواطنين من العودة لمزارعهم من جديد.
ووجه الشيخ محمد الأعرج رسالة شكر وتقدير باسم أبناء المنطقة لإدارة مشروع مسام، داعيا إلى الاستمرار في عملية تأمين حياة المدنيين وتطهير أرضهم من جريمة الألغام والمتفجرات التي زرعها الحوثيين تحت الأرض.