الإعلام الأمني – تقرير خاص
شكلت الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي الإرهابية معضلة حقيقية وخطر داهم عانى ويعاني منها كافة أبناء الشعب اليمني وفي مختلف المناطق خصوصا محافظات مأرب وشبوة والبيضاء وابين والضالع ولحج وتعز والحديدة فضحايا هذه الآفة من النساء والأطفال والشيوخ شبه يومي بين قتيل ومصاب بإعاقة, بل وامتدت مخاطرها واثارها الى الحيوانات, وقد تفننت المليشيا الحوثية في زراعة هذه الافة في مناطق شاسعة بطريقة عشوائية وبمختلف الحيل والصور الغير متوقعة أو مألوفة في حرب عبثية على اليمن ارضا وانسانا حاصدة أرواح بريئة واعاقات جسيمة ومشاهد لقصص انسانية يندى لها الجبين.
وفي وسط هذه العبثية الحوثية التي تصنع الموت تشرق جهود وتمتد سواعد يحركها الضمير الإنساني لتصنع الأمل وتعيد الحياة للأرض من جديد متحملة كافة الاخطار والصعاب لتطهير الأرض من آفة الموت, فشتان ما بين من يصنع الموت للبشر والأرض ومن يصنع الحياة للناس.
ولتسليط الضوء على الجهود الإنسانية العظيمة لنزع الألغام قام الإعلام الأمني بزيارة ميدانية لبرنامج مسام لنزع الألغام الذي يموله ويشرف عليه مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية لمعرفة هذه الجهود الإنسانية العظيمة للبرنامج في عملية نزع هذه الألغام ومعرفة حجم مأساة الألغام ومخاطرها.
في البداية التقينا بنائب مدير مشروع مسام السيد رتيف هورن الذي تحدث قائلا الألغام خطر كبير يهدد حياة المجتمع وأمنه واستقراره والعمل في نزع هذه الألغام عمل انساني مهم يدرا الخطر ويعيد الحياة للأرض والبشر, وقد بداء العمل في برنامج مسام لنزع الألغام قبل 7 سنوات في جميع المحافظات المحررة وهو برنامج انساني يعمل بشكل مستمر ودائم لنزع الألغام في المحافظات المحررة منذ ذلك الوقت واستطاع ان يحقق نجاحات كبيرة في هذا المجال رغم المخاطر والصعوبات التي تواجهها الفرق العاملة في نزع الألغام وقد استطاع البرنامج خلال السبع سنوات الماضية من انتزاع 451,908 لغم ومقذوف ومتفجر مختلف المحافظات خصوصا محافظات مارب وشبوة والضالع وابين ولحج وتعز والحديدة, من خلال الفرق التابعة للبرنامج التي تم تدريبها تدريبا عاليا في هذا المجال, بالإضافة إلى اكتسابها للكثير من الخبرات من واقع المهام التي نفذتها في كيفية التعامل معها في مختلف الظروف والأماكن.
البرنامج قدم كوكبة من الشهداء والمصابين.
وأوضح المدير التنفيذي للبرنامج ان برنامج مسام وخلال فترة عمله الإنساني في اليمن قدم كوكبة من الشهداء والمصابين “معاقين” سواء من اليمنيين او الأجانب العاملين في حقول نزع الألغام والذي بلغ عدد الشهداء 32 خبيرا والمصابين 42 آخرين بإصابات مثلت الإعاقة لهم, حيث مثلت هذه الحوادث والأخطار دافعا قويا لدى العاملين في البرنامج لمواصلة المشوار حتى تطهير اليمن من هذه الألغام.
أساليب جديدة لزراعة الألغام
وأضاف ان مليشيات الحوثي عمدت على زراعة كميات كبيرة من الألغام في مناطق شاسعة وابتكار طرق جديدة لزراعة الألغام تمثلت في صناعة الغام محلية فردية وكذا الغام ثقيلة مضادة للدبابات وأيضا صناعة متفجرات وعبوات ناسفة على شكل أحجار وغيرها من الأساليب التي تتناسب مع طبيعة المكان الذي ستزرع فيه وتنفجر اما عبر سلك ودائرة كهربائية او عن طريق الإشارة الحرارية وقد وصل الحال إلى جعل الألغام الثقيلة المصنوعة للدبابات والعربات المدرعة الغام للأفراد عن طريق إضافة دواسة لللغم بحيث اصبح قابل للانفجار حتى لو مر عليه جسم خفيف يصل إلى 8 كيلو جرام, او عن طريق زرع عنصر متفجر تحت اللغم الكبير بحيث اذا قامت فرق النزع بانتزاع اللغم فإن الجسم المتفجر المزروع تحت اللغم ينفجر ويفجر اللغم معه ويصيب ويقتل من قام بنزعه او اذا عبث به أي شخص.
الغام متنقلة
وأوضح أن هناك صعوبات ميدانية تواجهها الفرق الميدانية تتمثل في عدم وجود خرائط للألغام التي تم زرعها من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية بشكل عشوائي وهناك صعوبات أخرى مثلا في موسم الأمطار تعمل السيول الناجمة عنها على نقل الألغام من مكان زراعتها إلى مكان آخر أمن وهذا ما يسمى بالألغام المتنقلة والتي تشكل خطرا على المواطنين الذين اعتادوا المرور في هذه الاماكن الأمنة.
واكد السيد رتيف ان البرنامج يواصل أعماله الإنسانية المتمثلة في نزع الألغام والمتفجرات والأعمال التوعوية والتدريبية حتى تطهير اليمن من هذه الآفة ليشعر المواطن اليمني بالأمان من مخاطرها.
خطورة حقول الألغام
من جانبه قال المهندس عبدالكريم علي الجوفي قائد الفرقة 13 في برنامج مسام لنزع الألغام ان العمل في حقل نزع الألغام فيه مخاطر وصعوبات كبيرة تتطلب المهارة والدقة والحذر والمعرفة والتدريب المستمر لأن هناك أشياء خارجة عن الإرادة قد يواجهها العاملين في نزع الألغام منها على سبيل المثال لا الحصر أن فريقنا تلقى بلاغ في احدى المرات بوجود حقل الغام في منطقة بعيدة حيث توجه الفريق إلى هذا الحقل لمباشرة عمله في عملية النزع ولكن الفريق تفاجاء وبدون سابق انذار انه دخل إلى حقل ألغام اخر يسبق الحقل المستهدف اكتشفه بالصدفة وشكل خطرا حقيقيا داهما على سلامة الفريق, كما أن البعد المكاني والتنقل يمثل عائقا ولكن تم تجاوزه بفضل الخبرة والإصرار والعزيمة التي تتحلى بها جميع فرق نزع الألغام في البرنامج.
خبرة وإصرار في مواصلة المشوار
واضاف أن الخبرة العملية في الميدان وكذا التدريب المستمر اكسبت الفرق العاملة مهارة عالية في عملية نزع الألغام جعلتهم قادرين على التعامل مع الألغام المزروعة واكتشاف الطرق والأساليب التي تعمل مليشيات الحوثي على تطويرها في زراعة الالغام متجاوزين كل الصعوبات والعوائق التي واجهة الفرق في البدايات الأولى للمشروع, موضحا أن الفرق الميدانية تعمل بكل صبر وإصرار وبدعم وتوجيه لا محدود من قبل قيادة البرنامج لتخليص اليمن من هذه الآفة التي شكلة معضلة حقيقية على حياة الناس وتنقلاتهم وسلامتهم.
فطرق زراعة المليشيات الحوثية للألغام أصبحت مكشوفة ونتعامل معها ولكنها تمثل خطرا حقيقاً على المواطنين والحيوانات نتيجة زراعتها بشكل عشوائي وبكميات كبيرة وبأساليب متعددة.
للإعلام دورا محوريا بالتوعية بمخاطر الألغام
بدوره قال الأستاذ وليد الجعولي مسئول الإعلام في برنامج مسام ان الأعلام يلعب دورا كبيرا ومحوريا في توعية المواطنين بمخاطر الألغام وكيفية تجنب الوقوع فيها, ويعد الجانب الإعلامي في برنامج مسام من الأولويات ويعادل في أهميته جهود نزع الألغام حيث حرصنا في قسم الإعلام في البرنامج إلى أن يكون البرنامج التوعوي عبر مختلف الوسائل أن يكون بالشكل المطلوب وقد تم انتاج وبث محتوى إعلامي متميز من اضفيت له القصص الإنسانية والجهود المبذولة في نزع الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي الإرهابية وكيفية تجنب الوقوع في مخاطرها, فالألغام تخلف ضحايا من كل الأعمار وفي مقدمتهم النساء والأطفال وتخلف قصص مأساوية في المجتمع , وقد بذلنا جهودا كبيرة في مجال التوعية بمخاطر الألغام من خلال الحملات التوعوية عبر مختلف وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة وعبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى اكبر قد من الجمهور.
دعوة وسائل الإعلام لشراكة توعوية
وأضاف الجعولي قائلا أن الإعلام يلعب دورا كبيرا في جهود نزع الألغام وتقليل الخسائر الناجمة عنها وذلك من خلال إيصال الرسالة الإعلامية للمواطنين بتجنب الوقوع في حقول الألغام وكذا بعدم التعامل مع الألغام والاجسام المتفجرة أو الغريبة التي يجدها المواطن, وكيفية ابلاغ برنامج مسام بهذه الألغام أو الأجسام المتفجرة فالمواطن هو محور العملية في الإبلاغ عن الألغام وفي سلامته من خلال عدم التعامل أو العبث بهذه الألغام والمتفجرات, وهي فرصة ادعوا من خلالها كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ووسائل التواصل الاجتماعي لخلق شراكة مجتمعية حقيقية في مكافحة آفة الألغام كل من موقعه.