الأخبار
وسط غابات كاملة من الألغام يعيش أكثر من 30 مليون يمني في خطر محدق. فمع كل خطوة يخطونها يلاقون الموت أو الإصابة. آلاف الضحايا وثقت حالاتهم من قبل مؤسسات محلية ودولية، كانت قد اصطادتهم ألغام الحوثيين العشوائية في الحقول والطرقات.. ولاحقتهم حتى في مراكب الصيد.
إن نشاط الحوثيين في هذا المجال أصبح “بصمة دم” تضعها ألغام الميليشيات المصنعة محليا أو المستوردة من إيران التي تتحكم وتسير الميليشيات في اليمن ليدفع المواطنون الثمن من أجسادهم بالبتر والإصابة أو من أرواحهم بالموت.
إن القصف يخلق شعورا بعدم وجود مكان آمن للإختباء، و الألغام الأرضية والعبوات الناسفة تقتل وتشوه الناس، أما الحصار فهو الأسلوب الذي يؤثر على المواد الأساسية لبقاء السكان على قيد الحياة وتحول دون وصول المساعدات، فيما يسهم الاعتقال والاحتجاز التعسفي والتعذيب في إرهاب المواطنين ونشر الخوف في نفوسهم.
لقد أبتلي اليمن بهذه الجماعة التي تفننت في زرع الألم وتوزيع المعاناة على اليمنيين بطريقة أو بأخرى، لكن تبقى الألغام أكثرها إيذاء لما تشكله من خطر على حياتهم وأمنهم. لكن بالإضافة إلى العدد الهائل للألغام، تواجه البلاد تحديا متمثلا في زرع الحوثيين لهذه الآفة دون نمط معين أو سجل يمكن تحديده وهو ما يجعل أمر الاستدلال عليها أمرا صعبا.
ورغم هذا الوضع الشائك الذي يعيشه البلد الذي خضبت دماء أبنائه تربته الزكية، مازال مشروع مسام مصرا على تجفيف دموعه وانتزاع الأشواك المميتة التي نثرت على أرضه الطاهرة.
جهود كبيرة وتضحيات عظيمة يقدمها هذا المشروع لتخفيف معاناة الشعب اليمني جراء الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي منذ انقلابها على السلطة الشرعية أواخر عام 2014.
ولطالما كانت تدخلاته ناجعة وتفتح باب أمل أمام اليمنيين ليظفروا يوما بحياة آمنة، وقد نفذت الفرق الهندسية التابعة للمشروع عمليات إتلاف وتفجير للألغام ومخلفات الحرب في عدة مناطق.
وكان المدير العام للمشروع السيد أسامة القصيبي قد أعلن مؤخرا عن إتلاف 3736 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة في مديرية باب المندب بالساحل الغربي، تضمنت 1822 لغما مضادا للدروع، و324 لغما مضادا للأفراد، و1413 فيوز وكبسولة، و172 قذيفة غير منفجرة، و32 عبوة ناسفة، ليصل إجمالي ما تم إتلافه من قبل فرق مسام في الساحل الغربي 66760 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة.
وتعتبر هذه العملية التي نفذتها الفرق 19، 24 و30 في منطقة جبل الشيخ سعيد بمديرية المندب رقم 12 في الساحل الغربي و58 للمشروع في اليمن.
أما في مديرية كتاف بمحافظة صعدة فقد نفذ فريق المسح الفني التابع للمشروع السعودي عملية تفجير لـ400 لغم مضاد للدروع و400 فيوز وكبسولة و50 لغم فردي و50 عبوة ناسفة ومئات القذائف والذخائر غير المنفجرة، ليبلغ إجمالي ما وقع إزالته وإتلافه 1800 لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة، وهو ما صرح به قائد الفريق المقدم حسين العقيلي الذي أكد على أن الألغام التي أتلفت تم نزعها من منطقة وسوق البقع وهي منطقة تجمع سكاني إضافة إلى منطقة سلاطة وغيرها من المناطق الحيوية التابعة لمديرية كتاف. وتعد هذه العملية الأولى في محافظة صعدة. ويجدر الذكر أن مشروع مسام يعمل في 7 محافظات يمنية وهي مأرب، الجوف، شبوة، تعز، الحديدة، لحج وصعدة.
الحوثيون عملوا منذ انقلابهم على السلطة على ترك أثرهم ونشب مخالبهم في الجسم اليمني من خلال ألغامهم الملعونة حتى يكونوا علامة فارقة في البشاعة لدى كل مواطن يمني وذكرى سوداء في تاريخ هذا البلد.