الأخبار

“رحلة الموت للبحث عن الحياة”.. هذه الجملة كفيلة بأن تلخص الحياة اليومية لنازعي الألغام. رحلة لتأمين حياة الآلاف من المدنيين يخوضها هؤلاء المقاتلين وسط موت يترصدهم في كل ثانية ومع كل خطوة وكأنهم يسيرون على فوهة بركان نظرا لخطورة مهمتهم.
وها هي فرق المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن “مسام” تقطع يوميا هذه الرحلة التي يبتسم فيها الموت في وجوههم. طواقم مسام تسير بين الألغام غير حافلة بتبعات هذه المهمة الإنسانية رغم أنها سبق وقدمت 19 شهيدا.
المشروع السعودي الذي أطلقه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ نحو 12 شهرا فقط تمكن من تحقيق نتائج ممتازة تنوعت بين نزع الألغام والتوعية بمخاطرها وإعادة تدريب وتأهيل العاملين علاوة على عمليات المسح التي شملت مناطق عدة بهدف التعرف على أماكن طمر هذه الآفة مما مكن الفرق التابعة للمشروع من إزالة ما يزيد عن 71 ألف عبوة ناسفة ولغم وذخيرة غير منفجرة وهو ما لم يحققه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (يو.أن.دي.بي) بفرقه المختصة في نزع الألغام والموجودة على الأراضي اليمنية منذ أكثر من 15 سنة والذي تتبرع له المملكة العربية السعودية سنويا.
هذا التباين في النتائج يجعل المرء يتساءل عن سبب إخفاق الأمم المتحدة في تحقيق نتائج أفضل.الإجابة جاءت على لسان المدير العام لمشروع مسام السيد أسامة القصيبي الذي قال: “نحن ليس لدينا مصالح وهذا هو الفرق، الأمم المتحدة أجدها أحيانا دون بوصلة فهي تسلم معدات إزالة الألغام في صنعاء في حين أن المشكلة في عدن أو في مأرب أو في الساحل الغربي، ثم لماذا تسلم المعدات لمن في الأساس زرع الألغام؟ قد تكون الحجة أن مكتب الأمم المتحدة في صنعاء ترأسه شخصية حوثية”.
هذه النتائج الجد إيجابية جعلت المشروع يواجه عدة تهديدات فصار كل من هو تابع له مستهدف وعلى رأسهم مدير عام المشروع الذي أعلن عن تلقي تهديدات بصفة يومية أو شبه يومية خاصة خلال الشهر الماضي وكان آخرها تهديدا موجها له شخصيا.هذا إلى جانب التوعد بإستهداف تحركات الخبراء الأجانب والقيام بعملية انتحارية داخل مقر المشروع.
وحسب المصادر الأمنية فإن هذه التهديدات صدرت من أكثر من جهة على غرار الحوثيين والقاعدة وداعش وهو ما يجعل الأمر مبهما بخصوص أغراض هذه الجهات في إعاقة عمل المشروع الذي يحاول القائمون عليه تأمين سلامة العاملين به.
هذا التباين في النتائج يجعل المرء يتساءل عن سبب إخفاق الأمم المتحدة في تحقيق نتائج أفضل. الإجابة جاءت على لسان المدير العام لمشروع مسام السيد أسامة القصيبي الذي قال: “نحن ليس لدينا مصالح وهذا هو الفرق، الأمم المتحدة أجدها أحيانا دون بوصلة فهي تسلم معدات إزالة الألغام في صنعاء في حين أن المشكلة في عدن أو في مأرب أو في الساحل الغربي.. ثم لماذا تسلم المعدات لمن في الأساس زرع الألغام؟ قد تكون الحجة أن مكتب الأمم المتحدة في صنعاء ترأسه شخصية حوثية”.
هذه النتائج الجد إيجابية جعلت المشروع يواجه عدة تهديدات فصار كل من هو تابع له مستهدف وعلى رأسهم مدير عام المشروع الذي أعلن عن تلقي تهديدات بصفة يومية أو شبه يومية خاصة خلال الشهرين الماضيين وكان آخرها تهديدا موجها له شخصيا.. هذا إلى جانب التوعد باستهداف تحركات الخبراء الأجانب والقيام بعملية انتحارية داخل مقر المشروع.
لكن رغم هذا التهديد والوعيد لم تحبط عزيمة القائمين والعاملين في مشروع مسام وأيد ذلك القصيبي بقوله: “كل هذه التهديدات التي وصلتنا لم تثننا عن واجبنا ولم تغير واقع عملنا ولم تخفض من إنجازنا على أرض الواقع ولم تغير من أسلوب عملنا. لقد تعاملنا مع هذه التهديدات بجدية وأخذنا احتياطاتنا فزدنا من أفراد الحماية كما نعمل على تغيير تحركات مواكب المشروع بشكل مستمر. وفي النهاية عمل المشروع متواصل بغض النظر عن التهديدات والجهة التي تهدد”.
لذا لاتزال الفرق الهندسية للمشروع منتشرة على الأراضي اليمنية بداية من مأرب إلى الجوف شبوة، بيحان، عسيلان، وتعز وعلى امتداد الساحل الغربي وصولا لصعدة ومران.
باختصار، ما حققه مشروع مسام، فقد نجحت فرق على جميع المستويات وبشكل احترافي لم يكن متوقعا علاوة على كسب ود الشارع اليمني، فما يهم المشروع هو مساعدة الأهالي الذين استطاع جزء منهم العودة إلى قراهم التي كان مزروعة بالألغام، كما تمكن الأطفال من الرجوع إلى المدارس بعد تخليصها من الموت المطمور في أرجائها، ففرق مسام مخصصة للعمل في المناطق التي تم تحريرها.
كما ذكر القصيبي أن المشروع لم يرسل أي فريق لمنطقة فيها نزاع مشيرا إلى أن المشروع يعمل بالتعاون مع البرنامج الوطني لنزع الألغام التابع لرئاسة مجلس الوزراء اليمني.
لكن رغم هذا التعاون مازالت الكثير من الأشواك تحف طريق المشروع لعل أهمها حب بعض اليمنيين لجمع الألغام، معتبرين إياها غنيمة حرب وجب الاستفادة منها ماديا، فعلى كل 1000 لغم منزوع هناك 2000 إلى 5000 لغم يتم أخذه كغنيمة، وكان القصيبي قد أشار إلى رفضه لمبدأ دفع المال مقابل الألغام لأن في ذلك تشجيع للسكان على الذهاب والبحث عنها وهو ما يشكل خطرا عليهم وعلى ذويهم، هذا إضافة إلى مواجهة صعوبة التنقل من منطقة إلى أخرى حيث ذكر السيد أسامة القصيبي مثالا على تلك الإشكاليات قائلا: “عندما أنتقل من عدن إلى الساحل الغربي أمر بـ100 حاجز، ومن مأرب إلى عدن نواجه 200 حاجز وكل حاجز تابع لجهة معينة”.
إن عمر مشروع مسام عام تقريبا لكن إنجازاته فاقت عمره وهو ما جعله محط أنظار إذ تلقى المدير العام للمشروع اتصالات من عدة دول قصد التدخل لإنهاء أزمة الألغام فيهم لكن يبقى قرار التمدد والتوسع بيد الجهة السياسية والأيام المقبلة كفيلة بتوضيح الصورة.