الأخبار
في وقت صم فيه العالم آذانه على استغاثات أهل اليمن بسبب تنكيل الألغام بأهل تلك الديار، وعصب عيناه على ما يجري من مذابح دموية في تلك الربوع، هبت مملكة الخير لتقف بجانب هذا الجار الشقيق في محنته وتضمد جراحه وتسانده في محنته وتتصدى لمصدر معاناته، وتكون له درعا يقيه شرور هذه الألغام، واعدة هذا الشعب الأعزل المنكوب بجائحة فخاخ الموت، أن تخلصه من هذا المصاب وأن تعود الحياة له متجردة من شراك الألغام الخانقة.
وقد انطلق مشروع مسام، في الربوع اليمنية المحررة ليكون ساعد مملكة العطاء في تحقيق هذه الإنجازات الإنسانية على أرض اليمن، وفعلا تحققت بعد عامين ونيف إنجازات عظيمة لهذا المشروع في مختلف مناطق اليمنية المحررة، وهو ما أثلج صدر اليمنيين وبث فيهم الأمل بغد أفضل وجعلهم يشعرون بامتنان عظيم وتقدير كبير لمملكة الخير ومشروع مسام، وهو ما عبر عنه عبد الكريم الرويس، عاقل قرية الرويس، بقوله “نشكر مشروع مسام الذي فتح الطريق عودتنا إلى الرويس ونشكر الفريق التابع لأسرة هذا المشروع الذي فك حصارنا ومكننا من العودة لقريتنا بفضل فتحهم وتأمينهم الطرقات المؤدية لقريتنا التي كانت منكوبة بالألغام، بعد أن كنا مهجرين منها منذ 4 سنوات، وقد عدنا بفضل مسام إلى ديارنا، فشكرا لمسام وشكرا لمملكة الخير والإنسانية”.
وهو رأي شاطره فيه عامر عميسان، مدير عام مديرية مدغل، حيث أفاد ” لقد أمعنت الميلشيات في زراعة الألغام في القرى والطرقات وقد تضرر منها السكان والمزارع والإبل خاصة، وقد جاءت السيول وقامت بجرف الألغام والمتفجرات إلى المزارع وبطون الأودية والطرقات، فهبت فرق مسام لإغاثتنا في محنتنا هذه، وقامت بعمل كبير ونزعت فخاخ الموت من مناطق متفرقة، فلهم جزيل الشكر والتقدير، وأدعو فرق مسام إلى مواصلة مثابرتهم الإنسانية خاصة مع تواتر الأمطار والسيول التي تعزز خطر الألغام لمنع حدوث ضرر في صفوف المواطنين خاصة في أوساط النساء والأطفال، فمملكة الخير سباقة دائما في العطاء، ولنا منها كل الثناء والتقدير على صنيعها الإنساني في اليمن”.
كما بين عبد الله شفعل، قائد الفريق 21 مسام، مثابرة المشروع على الأرض ومسابقته الزمن من أجل إنقاذ أرواح الأبرياء، حيث قال “هذه المنطقة مأهولة بالسكان وهي عالية التأثير لكنها ملوثة بالألغام، وفريقنا المكون من خبراء نزع ألغام ذوي كفاءة وخبرة عالية يعملون في هذه المنطقة ومستمرون في ومثابرتهم من أجل تطهيرها من الألغام وبفضل الله لم تسجل أي إصابة في أوساط فريقنا. وقد وفر مشروع مسام للفرق العاملة إمكانيات وأجهزة حديثة مما جعل عمل هذه الفرق أكثر دقة وفاعلية ونجاعة، فكل الشكر والتقدير لمملكة الخير ولمسام الذي قدم نموذجا مشرفا في مجال العمل الإنساني”.
وقد أشاد عبد الملك المدهش، عضو الفريق الإعلامي لمشروع مسام، بدور المملكة في إدارة أزمة الألغام في اليمن حيث شرح قائلا “في الوقت الذي تكالبت فيه الألغام على الشعب اليمني، أرسلت المملكة العربية السعودية مشروع مسام كمنقذ ومضمد لجراح اليمنيين من خلال تخليصهم من الألغام، حيث عمل هذا المشروع ومازال في جميع المناطق المحررة الموبوءة بفخاخ الموت، فقام هذا المشروع بمجهود جبار لنزع الألغام، فنشكر المملكة العربية السعودية لتضميد جروح اليمنيين من خلال هذا المشروع الإنساني الذي أنقذ الكثير من الأرواح”.
فالألغام كارثة تفتك بجميع أهل اليمن بعد أن زرعت عمدا في بيوتهم ومزارعهم وطرقهم ومدارس أطفالهم وطرق الأسواق، ومملكة الخير كانت ومازالت سندنا في هذه المحنة، فالشكر لمملكة الخير ولمشروع مسام ذو الدعم السخري للفرق الميدانية العاكفة على نزع الألغام.