الأخبار

منصور أحمد شاب في ربيع العمر، وهو طالب طموح أيضا ومحب للحياة، لم يستطع أن يرى وطنه اليمن يحتضر ولا يجيره في محنته، فلبى نداءه وأبلى في ساحات القتال بلاء حسنا.
لكن الألغام الغادرة التي لا تعرف إلا قانون الصيد لضحاياها على حين غرة، نالت من منصور وهو بصدد الدفاع عن وطنه.
فبات منصور أحمد مقعدا، لكنك حين تقبل عليه لتحادثه وتستجلي ما ألم به، يفيض إحساس الرضى الذي يسكن صدره ومحياه على المكان حتى يتسرب إليك من عباراته التي تقطر تفاؤلا وإيجابية، خاصة مع حفاظه على ابتسامة دائمة على محياه.
لا يمكن البتة أن تواسي منصور أحمد عندما تزوره، لأن بسمته وإيجابياته وإحساسه يحبس كلمات التعاطف معه بطريقة مذهلة. أما معنوياته فتعانق عنان السماء. فمن أين استمد هذا الشاب المقعد كل هذه القوة والإيجابية وهو ضحية للغم غادر ولم يرى بعد من حلاوة الحياة شيئا؟.
سؤال محير، وحالة فريدة لهذا الشباب الذي هو حقا مدرسة في الإيجابية والرضى بالقدر وحسن الإيمان بالقضاء، بل إن منصور يحمل في صدره نوعا من الشفقة على هذه الألغام وزراعها، وهو واثق أن ضعفهم وخوفهم حملاهم على طرد الهزيمة بزراعة الموت في دروب الأبرياء بطريقة عشوائية.
وهكذا هزم منصور أحمد الألغام ومحنته معها وحافظ على معنا عذبا للحياة خاص به لم تقدر فخاخ الغدر حتى على خدشه.