الأخبار
شاب يمني لبى نداء وطنه بسخاء، لم يفكر وهلة في التخلي عن واجبه تجاه وطنه الذي يعني له الوجود والحدود المنيعة والأفق الرحب، لذلك لما أحس بأن وطنه يستجير به وبكل شاب يحمل في قلبه الولاء له، سارع في الانضمام لصفوف الجنود المقاتلين الذين انطلقوا لهدفين لا ثالث لهما إما النصر وإما الشهادة.
وهنا كان الشاب اليمني موسى عبيد في الصفوف الأمامية، حيث لطالما ردد ومازال عبارة مفادها ،أنه مستعد للدفاع عن وطنه ولو بصدر عار، ولم يثن الواقع المسكون بالألغام عبيد عن هدفه الذي وضعه نصب عينيه، فهو يؤمن أن اليمن بحاجة لأبنائه الأبرار كي يردوا عنه كيد الكائدين.
وهكذا أبلى موسى عبيد بلاء حسنا، وقدم نموذجا للشاب اليمني الصالح الشجاع والمعطاء، وضرب في الجبهات مثالا لعطاءات يعتز بها إلى اليوم، حيث كان ومازال يحلم أن يرى وطنه متعاف من كل ما يشوبه من طعون وشجون ومكائد، لكن مسيرة عطائه وشريط أحلامه قطعه لغم غادر في ساحات القتال، حيث انتهت خطواته المنطلقة عند كمين ملغوم تفجر تحت قدميه فبتر إحداها.
ومنذ تلك الحادثة عانى موسى عبيد الأمرين في مسيرة العلاج التى سلكها وآلام فقده لرجله، وتحطم حلمه في البقاء في صفوف المقاتلين المدافعين عن وطنه، لكن ألم عبيد لم يطل وحسرته لم تدوم فسرعان ما لملم جراحه وربط على شجنونه وأعاد جدولة أولوياته، لكنه لم يتخلى عن حلمه ولم يتزحزح عنه قيد أنملة.
عبيد اليوم يحلم بتركيب قدم اصطناعية والعودة لساحات القتال، فحبه لوطنه وإيمانه بأنه لن يسترجع إلا بسواعد أبنائه الأبرار وإيجابته وحرصه على الحياة، جعلوا منه أقوى من مصابه، واليوم هو يعتبر من خلال ما ألم به أنه خبر فخاخ الموت عن تجربة شخصية وهو سيعى إلى أن لا يكون مصير غيره من أبناء وطنه مشابها لمصيره مع فخاخ الموت الغادرة.
فحتى هذا اللغم البائس لم يكسر طموح عبيد وهاهو اليوم يستثمر خبرته الميدانية وتجربته المؤلمة مع الألغام ويعد الوطن وعد رجل صادق أنه عائد إليه وهو عائد له لا محالة، وحينما يكون الشوق وقودا لكل الحبيبن يصبح اللقاء مسألة وقت لا محالة.