الأخبار

عاشت مديرية الملاجم قصة عنوانها إيثار نازعي الألغام في اليمن وعلى رأسهم فريق مسام والبرنامج الوطني لنزع الألغام، من أجل خير هذا البلد الشقيق وأمن مواطنيه الأبرياء.
ففي تمام الساعة 11 بتاريخ 18-08-2018، وعند خيوط الفجر الأولى شهدت مواقع الانقلابيين في فضحة، البيضاء، الجبال والوديان في مديرية الملاجم، هجوما شرسا من الجيش الوطني على أوكار الحوثيين هناك، فلاذ من بقي منهم على قيد الحياة بالفرار.
وضعت المواجهات أوزارها وطلب من الفريق العاشر الهندسي لإزالة الألغام التجهز لتطهير المنطقة من الألغام وفعلا تحرك الفريق لإنجاز المهمة بتفان ومثابرة. وفي تمام الساعة 11 وقعت الكارثة، وأضاف الحوثيون ضحايا جدد لسجلاتهم الدموية المترعة بسبب الألغام.
الضحايا هذه المرة هم 5 أشخاص من الفرق الهندسية لنزع الألغام هرعوا لمساعدة شخص انفجر به لغم، فانفجر بهم لغم ثان وتحول المشهد إلى مجزرة حقيقية.
تفاصيل الحادثة بدأت بعد أن هدأت المعركة الساعة 11صباحا انفجرت عبوة بأحد الأشخاص على الطريق العام، وفور ذلك توجه السائق محمد بن علي المصري 30 عاما وهو أحد عناصر مشروع مسام مع صديقه ورفيق دربه الشهيد عبدالله أحمد القانص العقيلي و3 آخرين لإنقاذ أو إسعاف الشخص الذي انفجرت به العبوة.
فما أن وصلوا بالقرب منه حتى انفجرت بهم عبوة ناسفة أخرى استشهدوا على أثرها الخمسة جميعا، حيث كانت العبوة مموهة على جانب الطريق على شكل حجر أسود تعمل بكاميرا بالأشعة.
وتحرك الفريق الآخر إلى المكان الذي استشهدت فيه المجموعة وشاهدوا عبوات أخرى على جانب الطريق تعمل بالأشعة ولها عدسات، فما كان من الفريق إلا إطلاق الرصاص عليها عن بعد فاحترقت إحداها وانفجرت الأخرى.
مأساة أبطالها ممن أخذوا على أنفسهم عهدا بأن تغدو أرض اليمن طاهرة نقية من الألغام واتحدوا على رهان “يمن بلا ألغام” وهم على العهد، وإصرارهم على كسب هذا الرهان يغلب آلامهم اليوم على فقد بعض عناصر أسرتهم.